"يجب أن نصنع التاريخ".. جملة نطق بها الناخب الوطني هيرفي رونار خلال الندوة الصحافية التي سبقت مباراة الليلة بين المنتخبين المغربي والمصري، لخصت الطموحات وكشفت عن أهداف النخبة الوطنية في كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها الغابون. وبين الطموح والواقع يظل مصير الفريق الوطني في النسخة الحالية من "الكان" رهينا بمباراة الليلة، غير أن هناك مجموعة من التفاصيل والمؤشرات التي تقرب الفوز في مباراة اليوم من "أسود الأطلس"، لتسهم في ترسيخ عقدة المنتخب المغربي لنظيره المصري. ارتفاع منسوب الثقة ارتفعت ثقة لاعبي الفريق الوطني في أنفسهم بشكل كبير جدا عقب إسقاط منتخب الكوتديفوار وإخراجه من المنافسة منذ الدور الأول، ثم التأهل للدور الثاني لأول مرة منذ 13 سنة، حيث بدا اللاعبون الذين دشن غالبيتهم أول مشاركة له في نهائيات "الكان"، أكثر ثقة وعزيمة من المباراة الأولى التي خسروها أمام منتخب الكونغو الديمقراطية. وأظهرت الحصص التدريبية التي أجراها الفريق الوطني بعد التأهل إلى الدور الثاني وجود روح عالية بين اللاعبين وأجواء مميزة، تؤكد أن العلاقة بين الطاقم التقني والمجموعة في أبهى فتراتها، وهو ما قد يثمر عن نتائج جيدة خلال النهائيات. غياب الضغط تخلص الطاقم التقني للمنتخب بقيادة هيرفي رونار، واللاعبون وكذا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من الضغط الكبير الذي كان مسلطا عليهم قبل انطلاق منافسات "الكان" وخلال مباريات الدور الأول، حيث كان الهدف الأساسي للجامعة هو تحقيق قفزة ولو طفيفة عبر التأهل إلى الدور الموالي، وبلوغ مرحلة أفضل مما حققه المسيرون السابقون في 13 سنة الماضية. ومن خلال الوصول لأول الأهداف الأساسية تكون النخبة الوطنية قد تخلصت من عبء كبير، وباتت تناقش مبارياتها المقبلة في المنافسة بارتياح، الشيء الذي من شأنه تحرير اللاعبين داخل المستطيل الأخضر بغرض تقديم أفضل ما لديهم أمام المنتخب المصري. لحمة المجموعة داخل الفندق أو خلال التدريبات يغلب الطابع الجماعي والأخوي على تحركات اللاعبين، حيث انكسر الجدار العازل الذي كان يفصل في فترة من الفترات السابقة اللاعبين حسب لغتهم أو الدوريات التي ينشطون داخلها، بين الفرنسي والهولندي والبطولة المغربية. استئناس اللاعبين ببعضهم البعض وأثناء التدريبات بدا جليا طيلة أيام المسابقة القارية، حيث الأجواء سليمة ومحفزة، إذ يركز كل فرد على منح كل ما في جعبته للمجموعة دون الاحتفاظ بها لنفسه، مما يعطي جوا من التآخي والوطنية خارج الملعب وداخله. إرادة المدرب أوضح الناخب الوطني هيرفي رونار في أكثر من مناسبة وضعه بلوغ الدور الثاني من "الكان" كتحد شخصي بالنسبة له، وهو ما بلغه فعلا بعد إخراجه المنتخب الإيفواري، الذي توج معه بلقب النسخة الماضية، غير أنه يبدو أن المدرب الفرنسي قد وضع خططا موازية من أجل الذهاب لنقطة أبعد مما وصل له الفريق الوطني الآن، ما يجعل إمكانية التتويج باللقب الإفريقي الثالث على التوالي ل"الثعلب" الفرنسي ممكنا. انتظارات الشعب يعلم لاعبو الفريق الوطني والطاقم التقني للمنتخب بكل ما يحدث في الشارع المغربي قبل وبعد خوضهم مباريات النسخة الحادية والثلاثين من "الكان"، وهو ما يشعرهم بحجم انتظارات الجمهور المغربي، الذي لم يفرح رفقة المنتخب الوطني منذ سنوات عديدة.