الحياني كريم، إطار رياضيّ مغربيّ يعيش بالديار الفرنسية، وتحديدا بالعاصمة باريس، يخطّط لافتتاح ناد خاصّ به وسط الرباط ويحلم بالمساهمة في تأطير نخبة الملاكمة المغربيّة التي يتمّ اختيارها من لدن الإدارة التقنية الوطنيّة لتشكيل المنتخب المغربيّ. ويقول الحيانيّ لهسبريس الرياضيَة: "حين انتهيت من مسيرتي بالملاكمة كمحترف تفرّغت للتدريب، والآن أنا مدرّب ومُربّ رياضيّ.. أشرف على التداريب الخاصّة وأسهر على تكوين الصغار الوالجين على ممارسة الملاكمة"، ويردف: "مساري في الملاكمة الاحترافية افتتحته عام 1996 بالملاكمة الفرنسيّة، ثمّ تعاطيت للملاكمة التايلانديَّة ل3 أعوام، ومع مطلع الألفية الثالثة شرعت في احتراف نزالات الملاكمة الإنجليزيَّة، خائضا، بمختلف دول العالم قرابة ال50 لقاءً كان آخرها بمدينة لُوفَالْوَا بالضاحية الباريسيَّة، تحديدا وسط قاعة قصر الرياضات مَارْسِيل سردُون". حصص ال"كُوتْشِينْغْ الخَاص" التي يقبل عليها أطر راغبون في تداريب فرديَّة ل5 ساعات أسبوعيَّا، ودروس "الملاكَمة التربويَّة" التي يقصدها الأطفال واليافعون ما بين 6 سنوات و 18 عاماً، هي الأنشطة الرياضية التي ينخرط ضمنها، حاليا، كريم الحياني.. مع تعمّق أكثر ضمن الاشتغال مع التلاميذ والمسابقات المدرسيَّة التي تقام لممارسي الملاكمة بها. كريم أنهَى مع نزالات الملاكَمة الاحترافيَة قبل 4 سنوات، على إثر إصابة بدنيَّة طالته على مستوى المعصم، لكنَّه لم يلبث أن عاد للمجال عبر بوابة التدريب.. "لا يتعلّق الأمر بصدفة وإنّما هي تجربة أردت خوضها منذ زمن بعيد، حيث بدأت في تلقِّي تكوينات التدريب منذ العام 2004، وبعد أن نلت شهادة الجذع التكويني المشترك تخصصت في الملاكمة الإنجليزية التي حزت دبلوم دولة كمدرب ضمنها في سنة 2006" يقول الحياني لهسبريس الرياضيَّة. ذات الإطار التدريبي، المتأصّل من منطقة الريف والباني مسيرته الرياضية انطلاقا من فرنسا، لا يخفي رغبته الكبيرة في الاستقرار بالمغرب، مفضلا أن يتمّ ذلك بمدينة الرباط.. وعن ذلك يقول: "أودّ أن أنقل عملي كمدرّب وملاكم محترف سابق نحو وطني، وقريبا سأتنقّل نحو العاصمة المغربيَّة لأرَى ما بإمكاني أن أنجزه هناك، إذ لديّ مشروع أرغب في أن تتمّ أجرأته على أرض الواقع بوطني". ويرَى الحياني بانّ تعاطي التلاميذ للملاكَمة بإمكانه تقوية قدرتهم على الانضباط وكذا تحسين السلوك، معتبرا بأن الصورة النمطية التي يتمّ الترويج لها إعلاميا عن هذه الرياضَة هي خطأ لا بدّ من تصحيحه.. "أشرفت على تأطير تلاميذ بشكل جعل حصص الملاكمة تحوّلهم إلى اناس منضبطين ومندمجين ومنتجين وسط بيئتهم المجتمعيَّة، تماما كما درّبت أطفالا وسط المدارس الفرنسية إلى أن أصبحوا اليوم أبطالا في هذه الرياضَة، فتلقي التمرينات لا يعني بالضرورة الصعود للحلبة، بل هناك أولياء يأتون بأبنائهم لا لشيء إلاّ لنيل لياقة بدنية عالية ولتهذيب النفوس، مؤمنين بهذه الوسيلة البيداغوجيَّة وأثرها". "الملاكَمة بالمغرب تزخر بالطّاقات، والمنتخب الوطني المغربي، الذي رأيته لآخر مرّة يتبارَى هنا بفرنسا كما شاهدته سابقا بعدد من المحافل الدوليَة، تمكّن سابقا من الكشف عن أبطال كبار من بينهم خالد رحيلو الذي نال بطولة العالم محترفا كما بصم على مسيرة طيبَة بمنافسات الهواة، وأحيِّيه على العمل الذي يقوم به بالمغرب رفقة أخيه عبد الإله من أجل تطوير الملاكمة بالمغرب، وأتمنّى أن أفلح في المساهمة مثلهما في هذا الأمر" يورد لهسبريس الرياضية كريم الحياني.