مرح الشخصية، وقوي الفكر، يجيد التعامل مع اللاعبين، ولا يقدم وعودا، يحب الاشتغال في صمت.. يعشق المغرب، ويحب الاختلاط مع الناس في الأحياء الشعبية.. مسيرته الكروية حافلة بالتجارب الأوروبية، ويلقبونه بالمدرب "العجوز". بينيامين جون توشاك، صاحب ال67 سنة، استهل مسيرته الكروية، كلاعب كرة القدم، مع نادي كارديف سيتي، مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى نادي ليفربول الذي سجل له 96 هدفا، وقاده نحو التتويج بلقب الدوري في ثلاث مناسبات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة وكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، ليتم استدعاءه للدافع عن قميص منتخب بلاده الويلزي الذي شارك رفقته في 40 مباراة دولية، غير أن كثرة الإصابات أنهت مشواره الكروي مبكرا. متزوج وأب لابنة، يعير اهتماما كبيرا لأسرته الصغيرة، ويضعها ضمن أولوياته، دخل عالم التدريب من بوابة نادي فيتش فيلد، والذي نجح في قيادته من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الأولى في أربع مواسم فقط، نجاح جعله ينتقل إلى سبورتينغ ليشبونة، قبل أن يخوض غمار تجربة جديدة في الدوري الإسباني، الذي حقق فيه نجاحه الأكبر، إذ درب كل من ريال مدريد مرتين، ريال سوسيداد في ثلاث مناسبات، وديبورتيفو لاكورونا وريال مورسيا مرة واحدة، ليتوج بأفضل مدرب في "الليغا" الإسبانية، سنتي 1998 و1990، قبل أن يخوض تجربة أخرى بالدوري التركي والفرنسي، ليتم تعيينه على رأس المنتخب الويلزي. فرحته بتدريب منتخب بلاده لم تطل كثيرا، حيث تمت إقالته بعد 41 يوما فقط، بعد خسارته أمام منتخب النرويج، قبل أن يعود لتدريبه من جديد بعد عشر سنوات من إقالته. تجاربه المتعددة جعلته يكتشف نجوم العالم الحاليين، ويتنبأ لمجموعة أخرى بالنجاح، حيث اكتشف نصف لاعبي المنتخب الويلزي حاليا، واستمتع باكتشافاته في منافسات اليورو 2016، فيما تنبأ بالنجاح للإطار الوطني جمال السلامي كمدربا، منذ أن دربه بنادي بيشكتاش التركي. تجربة أولى بإفريقيا رفقة الوداد البيضاوي، انتقاله لتدريب الفريق سنة 2014، فتح باب الانتقادات في وجه رئيس النادي، مخافة في فشل المدرب "العجوز" الذي لا يعلم شيئا عن كرة القدم المغربية، وعجزه عن التأقلم مع الأجواء لبناء فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب، غير أن الويلزي كذب كل التوقعات، وأحرز لقب الدوري المغربي في أول موسم له، ووعد بتحقيق إنجازات تاريخية قبل الرحيل.. لقي احترام الجميع، وحب الجماهير "الودادية" التي نادت باسمه في موسمه الأول. وبعد تجارب ناجحة بدوريات أوروبية، بات جون توشاك محط انتقاد عشاق الوداد البيضاوي، بسبب ما يسمونه ب "قصوحية الراس"، وإصراره على إشراك لاعبين معينين رغم تراجع مستواهم، في الوقت الذي يبعد فيه آخرين قادرين على تغيير النتيجة.. انتقادات قد توتر علاقة المدرب بجمهوره، وتنقص من حظوظه في التأهل إلى المربع الذهبي من عصبة الأبطال الإفريقية.