ربما لم يكن الرجاء البيضاوي، ذلك الفريق العنيد الذي تأسس عام 1949 ليعلن نفسه نداً و"عقدة" صعبة في معادلة أندية البيضاء، عاجزاً فعلاً ل 40 عاماً منذ نشأته على تحقيق أول ألقابه في الدوري، ومضطراً لانتظار موسم 87-88 لتذوق طعم التتويج بالبطولة لأول مرة في تاريخه، فالفريق "الأخضر" قد تمكن من التتويج بأول درع ثلاث سنوات فقط بعد التحاقه بقسم الأضواء، لكن مع وقف التنفيذ. من الذاكرة.. فقرة أسبوعية ل"هسبورت"، نعود عبرها إلى النسخة الرابعة من منافسات الدوري المغربي موسم 59-60، عندما استطاع فريق الرجاء البيضاوي إنهاء البطولة متصدراً بامتياز "غول أفيراج" بنسبة 18+ إلى جانب الجيش الملكي، والنادي القنيطري (16+)، وبالتالي يتوج الفريق "الأخضر" بطلاً للدوري بعد ثلاث سنوات فقط من صعوده للقسم الوطني الأول، قبل أن تقرر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم آنذاك، برئاسة الحاج عمر بوستة، أن تتغاضى عن القانون المنظم للمستديرة، وتحرم الرجاء من البطولة، وتعتبر أن التساوي في النقاط يفرض تنظيم بطولة مصغرة بين الثلاثي المتصدر، بغض النظر عن النسبة العامة التي رجحت كفة أبناء "بَّا جيغو" حينها. رجالات الرجاء آنذاك، برئاسة العشفوبي البوعزاوي، لم يستسيغوا ما اعتبروه "احتقاراً وظلماً" من الجامعة التي كانت متحيزةً للجيش الملكي، والتي جربت حرمان فريق "الشعب" من أول بطولة في تاريخه لتمنح فرصةً ثانية ل"العساكر" لحسم اللقب لصالحهم من خلال الدوري المصغر، فقرر المسؤولون عن النادي "الأخضر" حينها الانسحاب من ما اعتبروه "مؤامرة" مكشوفة ضدهم، ولم يشارك الفريق في ذلك الدوري، لتكتفي الجامعة بإقامة لقاء واحد فاصل بين الجيش و"الكاك"، حسمه الأخير لصالحه بثلاثية مقابل هدفين، ويتوج باللقب لأول مرة في تاريخه. واضطر عندها الفريق "الأخضر" لانتظار 28 عاماً إضافية من أجل الصعود إلى قمة "البوديوم"، والتتويج بأول لقب له موسم 87-88، اعتبره المتتبعون آنذاك هديةً من الوداد البيضاوي، الذي تمكن من إلحاق الهزيمة بالمطارد المباشر للرجاء البيضاوي، الكوكب المراكشي في الجولة الأخيرة من البطولة. وقبلها، لم يكن الرجاء البيضاوي "كومبارساً" في البطولة المغربية، فرغم "العصامية" التي امتازت بها مكونات الفريق طيلة فترة ما قبل تتويجه بلقب الدوري الأول في تاريخه، فرجاء "الفراجة" كان من أبرز الأندية الوطنية التي تقدم كرةً جميلة وحديثة في الدوري المغربي، كما أنها استطاعت بلوغ الوصافة في ثلاث مناسبات. الرجاء الذي أمتع الصغير والكبير، بفنياته و"ستايله" الفريد في اللعب، نال الألقاب بعد صبر طويل، فبعد ست سنوات فقط من أول لقب له في خزانته، تربع على عرش "البطولة"، واحتكر درع الدوري لست مواسم متتالية (من 95-96 حتى 2000-2001)، ويعلن نفسه ضمن الكبار، ليبلغ اليوم لقبه الحادي عشر، ويكون ثالث أكثر الأندية تتويجاً بالبطولة، بعد الوداد البيضاوي والجيش الملكي.