في الوقت الذي وصل فيه كريستيانو رونالدو إلى الدوحة من أجل مواجهة ودية مع أصدقاء أبراهيموفيتش، كان لاعبو الدوري الإنجليزي يخوضون معارك كروية مستمرة من أجل الظفر ببعض النقاط، فلا راحة ولا عطلة خلال أعياد الميلاد بالنسبة للكرة الإنجليزية، هي الوحيدة التي تستعمر شاشات القنوات الرياضية العالمية خلال هذه الفترة بعد دخول باقي الدوريات الأوروبية الكبرى في سبات قصير للاحتفال ب"الكريسماس". فبعد الأحد 22 دجنبر الماضي، توَّقف الدوري الإسباني لمدة أسبوعين، بحيث لن تستعيد عجلته قدرتها على الحركة إلا ابتداءً من اليوم السبت، بينما استمر الدوري الإنجليزي الممتاز خلال هذه الفترة. فإضافة إلى مباريات الجولة ال17 التي جرت خلال يومي السبت والأحد 21 و22 دجنبر، لعبت الفرق الإنجليزية جولة أخرى يوم الخميس 26 دجنبر، ثم جولة جديدة يوم السبت والأحد 28 و29 دجنبر، فجولة أخرى يوم فاتح يناير، وذلك في انتظار مباريات نهاية هذا الأسبوع. إذن ففي الفترة التي تجمدّ فيها الدوري الإسباني، استمعت الجماهير الكروية بثلاث جولات في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المباريات التي تشد انتباه العالم في "البريميرليغ"، ما يُعرف ب"البوكسينغ داي" الذي يكون كل 26 من دجنبر، والذي يأتي كمناسبة للاحتفال بهدايا عيد الميلاد المقدمة من الأغنياء للفقراء أو من أصحاب الشركات لعمالهم. حيث تكون مدرجات الملاعب فرصة للاحتفال بهذا الطقس: ترتدي الجماهير أزياء "بابا نويل" وتتجمع العائلات للاحتفاء وتعم الأفراح أرجاء الملعب حتى ولو كان الفريق المستقبِل خاسراً، لدرجة أن الحضور الجماهيري للمباريات خلال هذا اليوم يكون كثيفاً للغاية. وتعمل اللجنة المنظمة للدوري الإنجليزي الممتاز، على برمجة مباريات لا تضطر فيها الجماهير للتنقل لأماكن بعيدة بسبب بعض المشاكل في المواصلات خلال هذا اليوم، فكثيراً ما تلتقي نفس فرق المدينة الواحدة في المباراة، وكمثال على ذلك لقاء الأرسنال مع وستهام، وهما أحد الأقطاب الكروية بالعاصمة لندن، أو فرق المدن المتقاربة كمباراة كارديف سيتي مع ساوثهامبتون. اللعب المكثف خلال فترة أعياد الميلاد التي امتد كذلك لبعض الدوريات الأنجلوسكسونية الأخرى، لا يترك أي فرصة للاعبي الدوري الإنجليزي من أجل السفر إلى أماكن أخرى كما يفعل نجوم الدوري الإسباني والإيطالي، فبسبب المباراة القوية التي جمعت ليفربول ومانشستر سيتي مثلا، لم يتسنّ للاعبين حتى فرصة الاحتفال مع عائلاتهم كما يفعل بقية نجوم الدوري الذين يجدون في قضاء بعض الساعات مع عائلاتهم قبل التوجه إلى الميدان عزاؤهم الوحيد لقليل من الراحة خلال هذه الفترة. وإضافة إلى غياب فترة الراحة في أعياد الميلاد، فغالباً ما يلعب نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز مبارتين في الأسبوع، وذلك بسبب وجود بطولة إضافية غير موجودة في الكثير من البلدان الكروية الأخرى، وهي ما يُعرف ب"كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة" التي تنضاف إلى كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري المحلي، زيادة على البطولات الأوروبية والعالمية. لذلك يُعتبر التوقيع لفريق إنجليزي من بين أكبر التحديات للاعب كرة القدم لِما يتطلبه ذلك من جهد بدني وتركيز عالي. كثرة المباريات وعدم وجود فترات كافية للراحة، يراها البعض كأكثر الأسباب التي تؤدي إلى تواضع مستوى المنتخب الإنجليزي في المواعيد الكبرى، خاصة وأن غالبية من يحمل قميص منتخب الأسود الثلاثة، يتواجد داخل الفرق الكبرى بالدوري التي تنافس على عدة مستويات. فالمجهود الكبير الذي يبذله اللاعب الإنجليزي طوال الموسم قد يجعله يصل متعباً إلى البطولات العالمية للمنتخبات التي تُنظّم خلال فترة الصيف، وهو ما يحكم على المنتخب الإنجليزي بتواضع المستوى رغم قيمة لاعبيه حسب الكثير من الآراء. ومهما يمكن من أمر، فإن حصول الجزيرة الرياضية -التي تحولت إلى بي إن سبورت- على حقوق بث الدوري الإنجليزي، أدخل البهجة على قلوب عشاق كرة القدم المغاربة، الذين كان الكثير منهم لا يعلم بالمتعة الكبيرة التي توجد داخل "البريميغ ليغ" المحتكَر سابقاً من طرف قنوات رياضية ضعيفة الشعبية بالمغرب ك"الشوتايم"و "أبو ظبي الرياضية". وبفضل هذه المتعة الكروية القادمة من بلاد الإنجليز، كثيرا ما يحتار أرباب المقاهي في الفصل بين رغبات زبنائهم التي تتزامن في وقت واحد، فهناك من يريد الدوري الإسباني، وهناك من لا يرى عن الدوري الإنجليزي بديلاً. وبيْن هذه الرغبات، قد يكون اقتناء جهاز استقبال رقمي ثانٍ أو حتى ثالث، هو الحل !