بعد أسابيع قليلة فقط على الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس واستهدفت ملعب "دو فرانس"، يتوافد ممثلو كرة القدم من كل أنحاء القارة الأوروبية على باريس لحضور حفل إجراء قرعة بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) المقرر إقامته يوم السبت، رغم استقرار حالة الطوارئ في فرنسا. ووسط أكوام من باقات الزهور وعلم فرنسا بألوانه الثلاثة والمرفوع على الأسيجة الأمنية ، يبدو من الصعب نسيان هذه الأحداث التي شهدتها باريس قبل نحو أربعة أسابيع. ويتجمع العديد من مشاهير اللعبة وممثلي البلدان التي تشارك منتخباتها في البطولة من أجل إجراء مراسم القرعة في مركز المؤتمرات يوم السبت. وحول المواقع التي شهدت الهجمات الإرهابية في 13 نوفمبر الماضي بباريس، والتي ما زالت مغلقة حتى الآن رغم مرور نحو شهر على هذه الأحداث، وضعت أسيجة أمنية تشكل طوقا حول تلك الأماكن. وشملت هذه المواقع أحد المقاهي المتاخمة لاستاد دو فرانس الذي شهد مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا في نفس التوقيت الذي حدثت فيه الهجمات الإرهابية. وتشهد يورو 2016 مشاركة 23 منتخبا من جميع أنحاء أوروبا بخلاف المنتخب الفرنسي ممثل البلد المضيف. وتجرى القرعة يوم السبت المقبل وسط إجراءات أمنية مشددة وذلك طبقا لخطط التأمين المكثف التي وضعت لهذا الحفل بما يتماشى مع حالة الطوارئ المفروضة حاليا في فرنسا. وصرح جاك لامبرت رئيس اللجنة المنظمة ليورو 2016، لوسائل الإعلام الفرنسية قائلا: "هناك تحسينات يجب تنفيذها ودروس يجب الاستفادة منها بعد ما حدث في استاد دو فرانس. يجب ألا نعتقد بأننا وصلنا للكمال.. ما زال أمامنا ستة شهور. إنه وقت طويل. هناك العديد من الأشياء يجب حسمها، ولكن يجب حسمها بمعايير. يتعين علينا ألا نتسرع". وأوقفت السلطات الفرنسية أكثر من ألف شخص على حدود فرنسا ضمن حملة أمنية واسعة النطاق تنذر أيضا بوضع العراقيل أمام سفر المشجعين لفرنسا من أجل حضور البطولة منتصف العام المقبل. ولكن السلطات الفرنسية وعدت بجعل المباريات آمنة لنحو 1.5 مليون زائر أجنبي ينتظر حضورهم إلى فرنسا لمتابعة فعاليات البطولة التي تشهد 51 مباراة مقسمة على عشرة استادات في فرنسا. وقال وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف إن: "120 ألفا من أفراد الأمن سيتم الاستعانة بهم لتأمين البطولة مع استخدام كاميرات المراقبة في كل المواقع وكذلك أجهزة المسح الضوئى للجسم التي ستوضع في بعض الاستادات على الأقل". كما وعد وزير الرياضة الفرنسية باتريك كانر بأن تظل أماكن المشاهدة الجماهيرية مفتوحة. وخلال حفل تأبين ضحايا الهجمات الإرهابية بباريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن: "ضحايا هذه الهجمات لقوا حتفهم لأنهم يمثلون فرنسا، وذبحوا لأنهم يمثلون الحرية". وأضاف: "كانوا شباب فرنسا وشباب الأحرار الذين يعشقون الحضارة. إنها الموسيقى التي لا يتحملها الإرهاب. إنها السعادة التي يريدون دفنها بقنابلهم.. الرد سيكون بمضاعفة الأغاني وحفلات الموسيقى. سنواصل الذهاب إلى الاستاد".