ليلة سوداء مرعبة قضاها المنتخب الألماني في ملعب استاد دو فرانس الذي لم يغادره إلا ساعتين قبيل رحلته الطارئة إلى فراكفورت والتي وصلها في العاشرة من التوقيت المحلي. وكان مقررا أن يبقى المانشافت في باريس إلى غاية الأحد. وصل المنتخب الألماني لكرة القدم إلى مطار فراكفورت الدولي في الساعة العاشرة صباح اليوم السبت (14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، وذلك بعد ليلة من الرعب قضاها في استاد دو فرانس الذي لم يغادره إلا بعد أن اتخذت تدابير أمنية صارمة لنقله صباح السبت إلى مطار شارل دو غول الدولي باتجاه ألمانيا. وكان من المقرر أن يبقى المنتخب الفرنسي إلى غاية الأحد في فرنسا، لكن المسؤولين بالإتحاد الألماني لكرة القدم قرروا عودة المانشافت من باريس مع "إلغاء جميع المواعد المقررة يوم الأحد"، كما ورد في بيان الاتحاد صباح السبت. ويأتي ذلك بعد الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس والتي تعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ فاق عدد القتلى أكثر من 120 شخصا، في حصيلة أولية مهددة بالارتفاع نظرا للأعداد الكبيرة للجرحى في حالة خطرة. ومن غير المعلوم، ما إذا كان سيتم إلغاء المباراة الدولية يوم الثلاثاء القادم في ملعب هانوفر الألمانية بين المنتخب الألماني ونظيره الهولندي، أم أنها ستجرى في موعدها. لكن مصادر وصفت بالمقربة من إدارة الاتحاد الألماني ذكرت أن "هناك ميول حاليا بإقامة المباراة في موعدها"، على أن يتم حسم الأمر خلال مداولات ستعقد داخل الاتحاد خلال السبت، وفق ما نقلته الوكالة الرياضية الألمانية (سيد). ليلة سوداء
وكانت وكالات ألمانية عديدة قد أوردت في ساعات الصباح الأولى أن المنتخب الألماني غادر ملعب باريس في الساعة الثانية فجرا حسب توقيت فرنسا، قبل أن يتضح بعد ذلك أن الإعلان عن الخبر كان ضمن خطة أمنية أعدتها السلطات الفرنسية لضمان أمن وسلامة المنتخب الألماني والوفد المرافق له. وفعليا لم يغادر المانشافت كابينة اللاعبين بالملعب إلا قبل ساعتين من موعد الرحلة ليصل إلى مطار فراكفورت في العاشرة صباحا من توقيت ألمانيا. ووقعت ثلاثة انفجارات خلال المباراة التي جرت في سانت دينيس شمال باريس، لكن اللاعبين والجماهير لم يكونوا على دراية بالأحداث التي وقعت خارج الاستاد وفي أماكن متفرقة من باريس، لكن أصوات التفجيرات سمعت داخل الملعب. وذكرت تقارير صحفية أن ثلاثة أو أربعة أشخاص قتلوا في التفجير الانتحاري الذي وقع بالقرب من الاستاد، الذي تواجد بداخله الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، قبل أن يغادر الملعب ويعلن حالة الطوارئ في البلاد. وظهر الجمعة، تمّ إجلاء المنتخب الألماني من مقر إقامته بباريس بعد تحذيرات بوجود قنبلة داخل الفندق، واستغرقت العملية قرابة ثلاث ساعات إلى أن أمنت السلطات المنطقة، ليتضح فيما أن المنطقة لم يكن بها متفجرات. وخسر المنتخب الألماني أمام نظيره الفرنسي في تلك المباراة (2-0)، وهي نتيجة بدت دون قيمة نظرا للأحداث المأساوية التي رافقتها. في المقابل، تقرر تعليق كافة الأنشطة الرياضية التي كان من المقرر إقامتها في أنحاء العاصمة الفرنسية مطلع الأسبوع الحالي. تجدر الإشارة، إلى أن استاد دو فرانس من المقرر أن يستضيف العام المقبل المباراة النهائية لنهائيات كأس الأمم الأوروبية وعدد من المباريات الأخرى بما في ذلك المباراة الافتتاحية، ضمن بطولة يورو 2016 التي ستستضيفها فرنسا.