سادت أجواء الإثارة المعتادة وظهرت صفقات اللحظات الأخيرة على السطح مع إسدال فرق الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم الستار على فترة الانتقالات الصيفية الأوروبية والتي شهدت استعراض مانشستر سيتي لعضلاته المالية مؤكدا نفسه كأحد أكثر الأندية إنفاقا لضم لاعبين جدد. ومع إنهاء بقية الدول الأوروبية الكبرى لفترة الانتقالات أمس الاثنين بعد الكثير من الإثارة استحوذ الدوري الانجليزي الممتاز على الأضواء بامتداد فترة الانتقالات به ليوم إضافي شهد إكمال مانشستر يونايتد غريم سيتي المحلي لأكبر الصفقات حجما وإثارة للدهشة والاستغراب. ووصف قطاع من وسائل الإعلام البريطانية ضم يونايتد لانطوني مارسيال من موناكو مقابل 36 مليون جنيه استرليني (55.12 مليون دولار) بأنه يأتي ضمن حمى الشراء. وأكدت هذه الصفقة على أن أندية الدوري الانجليزي أنفقت مبلغا قياسيا يتجاوز أكثر من 860 مليون جنيه استرليني هذا الصيف. وهذا يتجاوز حجم الإنفاق القياسي من جانب أندية انجلترا الموسم الماضي بأكثر من 25 مليون جنيه ويؤكد من جديد على وضعية البطولة باعتبارها الدوري رقم واحد على صعيد الإنفاق في سوق الانتقالات. وتصدر سيتي - الذي فاز بأول أربع مباريات في الدوري هذا الموسم - جدول ترتيب الفرق الأكثر إنفاقا بعد أن أبرم صفقات بنحو 150 مليون جنيه استرليني بما في ذلك 50 مليون جنيه لضم لاعب الوسط كيفن دي بروين من فولفسبورج والمهاجم رحيم سترلينج من ليفربول في صفقة يمكن إن تصل إلى 49 مليون جنيه. ويأتي يونايتد بعد سيتي في سوق الانتقالات بحجم إنفاق بلغ 100 مليون جنيه استرليني بعد الصفقة التي ابرمها اليوم يضم المهاجم الفرنسي مارسيال (19 عاما) ليلتحق بزملائه الجدد ممفيس ديباي ومورجان شنايدرلين وباستيان شفاينشتايجر في أولد ترافورد. ولم يتراجع ليفربول كثيرا إلى الوراء حيث انفق 80 مليون جنيه استرليني جاء اغلبها لضم كريستيان بنتيكي من استون فيلا مقابل 32.5 مليون وروبرتو فيرمينو من هوفنهايم مقابل 28.5 مليون ليوازن الكفة بعد رحيل سترلينج إلى سيتي. واستنادا إلى حجم الأموال الضخم الذي تدره عقود البث التلفزيوني لمباريات الدوري الانجليزي الممتاز والتي تعد مربحة للغاية أبرمت الأندية الانجليزية ست من بين أكبر سبع صفقات في فترة الانتقالات الصيفية. واخترق باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لجهات قطرية قائمة أكبر الصفقات بضمه الجناح الأرجنتيني انخيل دي ماريا من مانشستر يونايتد مقابل 63 مليون يورو (71.26 مليون دولار). ومرت فترة الانتقالات هادئة على الكثير من القوى التقليدية الكبرى في أوروبا مقارنة بما كان متوقعا لها. وجاء انضمام ارتورو فيدال من يوفنتوس إلى بايرن ميونيخ مقابل 37 مليون يورو ليشكل أكبر صفقة يبرمها بطل دوري الدرجة الأولى الألماني بينما لم يبرم ريال مدريد الاسباني أي صفقات ضخمة رغم سعيه لانتزاع لقب دوري الدرجة الأولى من برشلونة. واشترى مدريد تحت قيادة مدربه الجديد رفائيل بنيتز لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش من انترناسيونالي مقابل 30 مليون يورو في أكبر صفقة يبرمها الفريق إلا انه فشل في ضم الحارس الاسباني ديفيد دي خيا من مانشستر يونايتد قبل أن تغلق فترة الانتقالات أبوابها. وسيشكل الإخفاق في إبرام الصفقة - في ظل إلقاء كل نادي باللائمة على الآخر في هذا الخلاف الإداري - دفعة معنوية لبرشلونة غريم ريال المحلي. واستطاع الفريق القطالوني إبرام عدة صفقات مثل ضم التركي اردا توران لاعب الوسط المهاجم من اتليتيكو مدريد والجناح الاسباني اليكس فيدال من اشبيلية على الرغم من حرمانه من إبرام أي تعاقدات جديدة حتى يناير كانون الثاني المقبل وهو ما يعني أن هذا الثنائي لن يشارك مع الفريق لعدة أشهر. وفي ايطاليا استبدل يوفنتوس حامل اللقب اللاعب كارلوس تيفيز الذي رحل عن صفوفه بلاعب أرجنتيني آخر بضمه المهاجم باولو ديبالا من باليرمو مقابل 32 مليون يورو. وعلى الرغم من تدفق الأموال بسخاء بين الأندية فقد ظهرت بعض التحفظات في الإنفاق من قبل بعض الأندية الأوروبية الكبرى. وقيد تشيلسي - الذي اشتهر عادة بأنه من أكثر الأندية إنفاقا - من حجم إنفاقه حيث تمثلت أكبر صفقاته في ضم المهاجم الاسباني بيدرو من برشلونة مقابل 30 مليون يورو. وبعد أن فشل في ضم المدافع جون ستونز من ايفرتون ركز بطل انجلترا أغلب صفقاته على بيع بعض عناصره أو ضم بعض اللاعبين على سبيل الإعارة. ورغم الشهرة التي اكتسبها ارسين فينجر مدرب ارسنال باستعداده للمنافسة إذا اقتضى الأمر ذلك فان وجهة الإنفاق الوحيدة في فترة الانتقالات المنقضية تمثلت في ضم بيتر شيك حارس تشيلسي مقابل 10 ملايين جنيه استرليني وذلك بعد أن انفق بقوة في آخر فترتي انتقال صيفيتين لضم مسعود اوزيل واليكسيس سانشيز.