أثار تصعيد محمد سيبوب، رئيس المكتب المديري لنادي الرجاء البيضاوي، الهبة الملكية (بقعة أرضية) التي توصل بها فرع كرة القدم بعد تحقيقه وصافة بطل العالم لعام 2013، ردود أفعال متباينة، بين من اعتبره محاولة لاستعادة المكتب المديري للرجاء هيبته "الضائعة"، وبين من يراه امتداداً لحرب باردة بين سيبوب، ومحمد بودريقة، الرئيس الحالي لرجاء كرة القدم والسابق للمكتب المديري للنادي. وزادت مراسلة محمد سيبوب للديوان الملكي، التي يشكو فيها "احتكار" فرع كرة القدم للهبة الملكية دون تمكين باقي الفروع من الاستفادة منها بإشراكهم في مشروع أكاديمية الرجاء المنتظر بناؤها على مساحة تفوق سبع هكتارات ضواحي الدارالبيضاء، على اعتبار أن "بودريقة استلم حينها الهبة باعتباره رئيساً للمكتب المديري للرجاء البيضاوي wليس رئيساً لفرع كرة القدم". وبالعودة إلى نص بلاغ الديوان الملكي الصادر بخصوص الاستقبال الملكي الذي حظي به فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه في النسخة العاشرة من منافسات كأس العالم للأندية عام 2013 ببلوغه الدور النهائي الذي خسره أمام بايرن ميونيخ الألماني، نجد أنه تم استعمال عبارة "كروي" عندما تطرق البلاغ للهبة الملكية التي منحها الملك محمد السادس للنادي، ما اعتبره اعتبره البعض إشارةً واضحة لفرع كرة القدم. وجاء في الجزء المذكور "وبنفس المناسبة، تفضل الملك بمنح نادي الرجاء الرياضي قطعة أرضية، كهبة شخصية منه، وذلك لتوفير ملاعب للتدريب وفضاءات للتكوين، خاصة بالنسبة للفئات الصغرى، تجسيدا للعناية الخاصة التي يوليها الملك لتكوين هذه الفئات، والتي يعتبرها الدعامة الأساسية لفرق المستقبل، سواء على المستوى الكروي، أو على صعيد التربية على القيم الرياضية النبيلة". هذا واستندت فئة موالية لأحقية الرجاء البيضاوي لكرة القدم بالاستفادة من الهبة الملكية، دون الالتزام بإشراك باقي الفروع في ذلك، إلى أن الفريق الأخضر هو جمعية ذات نشاط رياضي واحد، وليس فرعاً تابعاً للنادي الذي يضم فروعاً تنشط في رياضات أولمبية. واعتمدت ذات الفئة في تصنيفها لرجاء كرة القدم كجمعية ذات نشاط رياضي واحد، على المادتين الرابعة (الهدف)، والخامسة (الانتساب)، من القانون الأساسي للفريق، واللتين جاء في نصهما على التوالي أن "الجمعية تهدف إلى تأطير ممارسة كرة القدم، وذلك طبقاً للأخلاق والقواعد والأحكام القانونية والتقنية الجاري بها العمل، والعمل على تطوير المؤهلات التقنية والمعنوية لأعضائها، والمشاركة في المنافسات الرسمية والودية المنظمة على الصعيد المحلي والجهوي والوطني، وعند الاقتضاء الدولي". وأن "الجمعية تنتسب إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتلتزم باحترام النظام الأساسي وأنظمة الجامعة"، دون ذكر أنها تابعة للمكتب المديري للنادي، الأمر الذي اعتبره من يعتبر أن الرجاء جمعية ذات نشاط رياضي واحد دليلا على استقلالية الفريق عن مكتبه المديري. وحاولت "هسبورت" الاتصال هاتفياً بمحمد سيبوب، رئيس المطب المديري، لاستسقاء مواقف باقي الفروع حول موضوع الهبة الملكية وكذا من الخطوة التصعيدية التي راسل من خلالها الديوان المالي شاكياً "انفرادية" فرع كرة القدم في التصرف في هبة الملك محمد السادس للنادي، إلى أن هاتفه ظل مقفلاً. وكان محمد بودريقة قد أعلن الخميس الماضي من خلال بلاغ نشره في الموقع الرسمي للنادي، أنه "من أجل ملاءمة قوانين جمعية نادي الرجاء، مع النظام الأساسي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المصادق عليه في الجمع العام الأخير والنظام الأساسي للعصبة الاحترافية المصادق عليه في الجمع العام الأخير، فإن جمعية نادي الرجاء لكرة القدم ذات نشاط رياضي واحد، ستعقد جمعا عاما استثنائيا من أجل ملاءمة نظامها الأساسي مع مقتضيات الظهائر الشريفة والقوانين والمراسيم التنظيمية المتعلقة بحق تأسيس الجمعيات والقانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضية".