بعد هدوء زوبعة التصريحات والتصريحات المضادة التي تلت الأحداث غير الرياضية في مباراة الرجاء البيضاوي ومضيفه وفاق سطيف الجزائري، الجمعة الماضي، بملعب 8 ماي بالجزائر، تبدو الأجواء ملائمة لفسح المجال أمام تفعيل "وَعْد الكرّاطة" الذي قطعه بودريقة على نفسه قبل أسابيع، بالابتعاد أو إبعاد كل من له مسؤولية في الوضع المزري الذي بلغه الفريق هذا الموسم. ورغم تجاوز الكثيرين منح الوقت الكافي لتحليل أسباب إقصاء الرجاء من الدور الثاني للعصبة، والتي كانت أمل الجمهور الأخضر في إنقاذ الموسم، واعتبار معادلة نتيجة الذهاب التي حققت بالبيضاء، مرة أخرى بسطيف، قبل الخروج بركلات "الحظ" إنجازا في حد ذاته، مع التركيز على المضايقات والاعتداءات التي طالت الوفد المغربي والجمهور بمدينة سطيف، غير أن شريحة واسعة من الرجاويين اعتبروا أنه قد آن الأوان للمحاسبة. سُوَيعَات قليلة بعد البلاغات المتتالية ومراسلة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والخرجات الإعلامية "القوية" التي رَدّت على الجانب غير الرياضي في مباراة وفاق سطيف من قبل مسؤولي نادي الرجاء، قفز هؤلاء عن تفعيل نفس التحركات فيما يخص الجانب الرياضي، ومحاولة النقد الذاتي والبحث عن مكامن الخلل بالنادي هذا الموسم، للخروج بقرار كان متوقعا، بإعفاء المدرب خوسي روماو من مهامه وتعويضه بفتحي جمال حتى نهاية الموسم، وكأنه المسؤول الأول والأخير عن الوضع الحالي للفريق. الخلل بنادي الرجاء والذي بدا واضحا في معظم تدخلات وتعليقات الجمهور الرجاوي، يبدو أنه خارج دائرة قرارات محمد بودريقة، الذي وعد بالمغادرة وترك الفريق أو إحداث تغييرات جذرية واتخاذ قرارات صارمة في حق عدد من المسؤولين الذي "يتقاسمون" معه تسيير دواليب أحد أكبر الأندية المغربية. محمد بودريقة، كان قد طالب قبل أسابيع قليلة جمهور النادي بالتركيز على الدعم والتشجيع فقط، في مرحلة كان ينافس فيها النادي على الدوري والعصبة معا، وترك المحاسبة إلى نهاية الموسم، وذلك ما استجاب له "الجراد" الذي حج بالآلاف إلى ملعب محمد الخامس وخارج البيضاء، في كل لقاء للفريق بالعصبة أو البطولة، محطما جميع الأرقام القياسية، بخلاف الرئيس الذي تناسى وعوده بالمغادرة أو الإصلاح، ليَحْصِر من جديد دائرة الإخفاق في تغيير للاعبين والمدرب. مسؤولو الرجاء أتوا بفتحي جمال مدربا مؤقتا للنادي وبودريقة خارج المغرب، فهل كان عليه إجماع قبل الخروج من عصبة الأبطال، أم هو قرار ارتجالي؟ ولما الاتصال بلاعبين داخل الدوري المحلي وبالخليج قصد الانضمام للفريق، في غياب لمدرب قار يدري الخصاص بالمجموعة؟ وإلى متى الحفاظ على نفس الوجوه المحيطة ببودريقة، وهي التي أثبتت إخفاقها في العديد من القرارات الإستراتيجية للنادي؟