عنوان مثير، وضع هوية "مغربي" إلى جانب كلمة "إسرائيلي" وأشياء أخرى رُبطت ب"واو" مجحفة غير العطف، يعبر إلى حد كبير عن مدى هول الصدمة التي تعرض لها الجزائريون، إعلاماً وشعباً، بعد أن اختار المسؤولون عن قطاع الرياضة توهيمهم بقوة الملف الجزائري وقدرته على الفوز بتنظيم "كان" 2017 قبل أن يهدى هذا الشرف ببساطة مغيظة للغابون قبل أيام. "إسرائيلي ومغربي وجزائري نفذوا صفقة الشيطان مع حياتو ضد الجزائر"، هكذا عنونت صحيفة الشروق الجزائرية مقالاً لها، في محاولة لدرء الصدع الذي خلفه تغير وجهة "كان" 2017 صوب الغابون بعد أن كان الجزائر "مرشح فوق العادة لنيل شرف التنظيم"، كما تم الترويج له حتى الدقائق الأخيرة قبل موعد إعلان هوية البلد المنظم. وأوردت الصحيفة حسب مصادرها، أن الأسباب التي دفعت عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى اختيار الغابون بلداً منظماً للنسخة المقبلة من "الكان" هي تجارية ومالية محضة، كان الفرنسيون طرفا رئيسا فيها عن طريق مؤسستي "أورانج" و"سبورت فايف"، المالك الحصري لحقوق بث كل المنافسات الكروية للكاف، التي يديرها إطار مغربي، كما يعد الرئيس الغابوني علي بانغو، من أبرز المساهمين فيها. وتابعت ذات الصحيفة أن الفرنسيين كانوا أكبر الرافضين لاحتضان الجزائر للنسخة المقبلة من منافسات كأس أمم إفريقيا، خاصةً من خلال شركتي "سبورت فايف" و"أورانج"، الشريكين الرسميين للكاف، ذلك أن تنظيم النسخة خارج الجزائر كان ليمكنهما من التحكم في مخططاتهم المالية وفي عقود الرعاية والإشهار، لأن الجزائر، حسب عزم الصحيفة، تتعامل مع هذه الجوانب بحزم كبير، الشيء الذي دفع الشركتين الفرنسيتين التي يشرف أحد الأطر المغربية على إدارة إحداها، لدعم الملف الغابوني، قبل أن تضيف "كما أن اللوبي الإسرائيلي الذي يملك بدوره أسهما في المؤسستين الفرنسيتين كان له دور فاعل في خيار الكاف". وكانت "هسبورت" قد أكدت في غير ما مرة، استناداً لتصريحات مصادرها داخل "الكاف" أن الملف الجزائري مضخم إعلامياً ولا يملك أية فرصة للفوز على الملف الغابوني، خاصةً في جانب البنى التحتية وكذا الطريقة التي سخر بها كل بلد مسؤوليه الوازنين والنافذين سياسيا للدفاع عن ملفه أمام هيئة عيسى حياتو.