لا زال الشارع الجزائري يعيش على وقع خيبة أمل كبيرة، بعد أن تبخر حلم الجماهير والمسؤولين بتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بأرضهم، خاصةً وأن منح الغابون شرف احتضان النسخة الحادية والثلاثين من البطولة، جاء عكس توقعات خرجات المسؤولين وعناوين الصحف، التي اعتبرت الملف الجزائري متكاملاً وأكثر استجابةً لشروط المنافسة، قبل أن تقر بأن القرار لم يتم في شفافية، بقدر ما فرض بمنطق الكواليس وخيانة الرفاق. منطق الجزائريين الذي تعاملوا به مع مع الصدمة، جعل أحد أعضاء "الكاف"، في تصريح ل"هسبورت"، يؤكد بأنه لا وجود لأية تجاوزات في عملية التصويت التي تمت بحضور موثق محلف وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً، مضيفاً "الجزائر طعنت نفسها ولم يخنها أحد، الكل كان يعلم بأن الملف الجزائري ضعيف، خاصةً في جانب البنى التحتية.. الغابون والمغرب وحتى غينيا الاستوائية، يملكون ملاعب في مستوى التظاهرة، عكس الجزائر". وأضاف نفس المصدر الذي أكد ل"هسبورت" قبل أشهر أن الجزائر أبعدت من السباق وأن الغابون مرشح فوق العادة لنيل شرف التنظيم، "الأمر لم يكن يحتاج لكل هاته الضجة، أظنهم تحدثوا عن الرشوة وما إلى ذلك.. لا عذر للمسؤولين الذين كانوا يعرفون جيداً قيمة الملف، أما الشعب الجزائري فهو مصدوم بعد أن بيع له الوهم وجعلوه يتصور أن ملف بلاده الترشيحي مثالي.. لو كان كذلك لنال شرف تنظيم نسخة 2019 أو 2021". وبعيداً عن عامل البنية التحتية، آخذ المصدر الكونفدرالي ذاته تكاسل المسؤولين النافذين بالجزائر في الدفاع عن ملف بلادهم وتطعيمه ببرنامج معقول يتوازى ومطامح اللعبة، مردفاً "الغابون مثلاً، رئيسها شخصياً هو من دافع عن ملف بلاده كما لم يفوت أية فرصة لملاقات حياتو، كما كان حضوره أمس في قاعة التصويت وازناً، عكس الجزائر التي لم تتفانى في إقناع أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف بقدرته على تنظيم العرس القاري".