في 27 يناير من كل عام، يقف العالم ناظرا إلى الخلف في الجرائم التي ارتكبتها النازية ضد البشرية في العقود التي خلت، حيث يعد هذا اليوم ذكرى الألم بالنسبة لمن كانت عائلاتهم ضحايا للطغاة في فترة الحرب العالمية الثانية، وليكون هذا التاريخ أيضا محطة للحزن على عدد من الرياضيين الذين قتلوا بدون أسباب داخل معسكر أوشفيتز الشهير. في عالم كرة القدم، يعد هذا اليوم محطة تقف عندها العديد من الاتحادات الرياضية من أجل توجيه رسائل سلم ومحبة، والدعوة إلى الابتعاد عن الكراهية والعنصرية والتميز العرقي والديني، ومن أبرز الجهات التي تحرص على إحياء هذه الذكرى هو الاتحاد الألماني لكرة القدم، والذي يحاول من خلال هذه الخطوة "تطهير" صورته التي لوثتها النازية بدماء الأبرياء خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ويعد معسكر أوشفيتز واحد من بين المرافق التي يحرص الرياضيون عبر العالم على زيارتها، للتعبير عن أسفهم على ما تلقاه بعض الممارسون في مجالهم خلال العقود التي مضت، حيث كشفت التقارير التي صدرت بهذا الشأن أن النظام النازي كان يتربص بلاعبي كرة القدم والرياضيين المنتمين إلى بلدان "الأعداء" وبالتحديد اليهود منهم، وكان يرحلهم إلى بولندا عبر القطار حيث يتواجد المعسكر ثم يقتلهم خنقا بالغاز أو يحرقهم في الأفران. ولا يفوت لاعبو كرة القدم فرصة التواجد في بولندا دون زيارة معسكر أوشفيتز، إذ سبق وتواجد بهذا المكان أعضاء المنتخب الألماني والهولندي والإيطالي والانجليزي، هذا الأخير الذي نضم رحلات لعناصره أزيد من مرة إلى هذا المكان، حيث أكد سابقا النجم وين روني في إحدى المناسبات وهو يقوم بتفقد هذا المعسكر، أن "الإنسان يجب عليه القدوم إلى هنا من أجل معرفة كم تكلف الأحقاد والكراهية وكم من الناس يدفعون ثمن العنصرية".