هي ليست مسألة تتعلق بالتصويت على أفضل لاعب أو أفضل مدرب، ليعتبر الرأي فيها متجاوزا وحرية، بل إن الاعتراف في هذه الفترة فيما إذا كان اللاعب المسلم يتضامن مع قضية المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي تعرضت لهجوم إرهابي، بمثابة موقف حاسم يحدد مدى انتمائه وفخره بالدين الإسلامي وإلى أي درجة هو يملك التبعية والخوف من عصيان المجتمع الغربي الذي ينتمي إليه. الحادث الذي تعرضت له الجريدة الفرنسية، والذي دفعها لاتهام الإسلام بالإرهاب والقيام بردود أفعال قوية ضد هذه المسلمين من خلال نشر صور مسيئة للنبي محمد (ص) خلقت انقساما في صفوف اللاعبين المسلمين الممارسين بالقارة العجوز، واللذين لم يتّحدوا على قول كلمة واحدة، فأغلبهم تضامن مع المجلة الفرنسية، بينما فضل البعض الآخر أن يقف ضد تيار "je suis charlie"، هذا في الوقت الذي اختار العديد من اللاعبين المسلمين الصمت على قول أي كلمة قد تكلفهم الثمن باهضا في الجانب المهني والمجتمعي. نحن شارلي إيبدو مباشرة بعد أن اشتعل فتيل "شارلي إيبدو" حتى كشف بعض اللاعبون العرب والمسلمين عن تضامنهم التام مع هذه المجلة الفرنسية، مشيرين من خلال موقفهم على أنهم ضد الأعمال الارهابية التي بدأت تغزو العالم وتحصد حياة الأبرياء من الناس. شعار "أنا شارلي" المساند للصحيفة المعادية للإسلام، رفعه الأسطورة زيد الدين الزيد، الذي تغنت به الجرائد الفرنسية، مؤكدة أن النجم السابق لمنتخب "الديوك" قرر أن يعترف بالحق ويساند مجتمعه ضد من أسموهم ب"القتلة والمجرمين". اللاعب السابق لريال مدريد لم يتردد في الكشف على أن فرنسا محقة في مواقفها الحالية، وأن كل ما يصدر عنها حاليا مجرد ردود أفعال متوقعة. وعلى غرار زيدان فأبناء وطنه الأم الجزائريين الممارسين ب "الليغ 1" كمهدي مصطفى ورياض بودبوز، ووليد مسلوب اتبعوا موقفه بعدما وقعوا في سياق الاعتراف بأنهم "شارلي" في إشارة أنهم على تضامن تام مع قضية الصحيفة الفرنسية التي تسخر من الأديان السماوية وتشن حربا خاصة على الإسلام والنبي محمد "ص" في رسوماتها. الكوثري ونصري ينتقمان من فرنسا وتريه ينصر الإسلام وإن كان أحد اللاعبين المسلمين يحمل في قلبه حقدا دفينا لفرنسا، فهذه بالنسبة له فرصة ليظهر لهذا البلد الذي يتغنى بالحريات أنه أكثر موطن للعنصرية خاصة مع المهاجرين العرب، وجاء هذا من خلال موقف اللاعب سمير نصري الذي رفض رفع شعار "أنا شارلي" رغم أنه حامل للجنسية الفرنسية، وسبق ومارس ضمن صفوف منتخب "الديوك" حيث كشف في وقت سابق أنه من الظلم تلفيق مثل هذه التهم للدين الإسلام. اللاعب المغربي عبد الحميد الكوثري هو الآخر كان حاسما في هذه المسألة ورفض ارتداء القميص الذي يحمل عبارة "أنا شارلي" الذي فرضه الاتحاد الفرنسي على كل الأندية الممارسة ب "الليغ1"، ليشعل بهذا الموقف حماس العديد من اللاعبين المحترفين للكشف عن أرائهم في هذ المسألة، ومن بينهم الإيفواري يحيى تويه، الذي أكد بصريح العبارة أنه لا يشرفه التضامن مع أشخاص يسخرون من عقيدته ونبيه وديانه، وعلى غراره أكد الدولي الفرنسي نيكولاس أنيلكا أنه لا تعنيه كل هذه الخرافات التي يتغنى بها بلده فرنسا، بل هو مع نصرة الإسلام، ولن يحمل شعار "أنا شالي" تحت أي ضغوطات. الصمت مخرج من لا موقف له وبعيدا عن المؤيد والمعارض، فإن عدد كبير من الفرنسيين فضلوا أن يتخذوا موقف الحياد ومن أبرزهم كريم بنزيمة نجم ريال مدريد الذي لم يعلن أبدا عن رأيه بهذه المسألة ورفض توريط نفسه بأي تعليق قد يجلب له عداوة في الأيام المقبلة، حيث اكتفى بدقيقة الصمت التي قام بها النادي الملكي خلال آخر مباراة له كنوع من التضامن مع ضحايا الحادث، ولم يحاول بعدها التفاعل مع كل هذا الغيان والحراك الذي يسير من حوله.