غريب ما تعيشه أغلب المنتخبات العربية المشاركة في النسخة 16 لكأس أمم آسيا، التي تحتضنها أستراليا في الفترة ما بين التاسع والحادي والثلاثين من يناير الجاري، إذ ورغم حضورها الوازن بتسع منتخبات من أصل ستة عشرة المشاركة في هذه الدورة، إلا أنها عجزت عن فرض نفسها وانتظر بعضها مواجهة خصم عربي لتذوق انتصار غاب عنها في مواجهات خصوم آخرين. المنتخبات العربية وإلى حدود اليوم الخامس من التنافس حصدت 9 هزائم، 7 منها أمام منتخبات أستراليا، كوريا الجنوبية، الصين، إيرانواليابان، مقابل فوزين فقط، تأتيا لكل من العراقوالإمارات بعد صدام عربي خالص أمام الأردنوقطر على التوالي. الكويت وعمان كانا أول المغادرين، عقب خسارتين متتاليتين، في انتظار المباراة الختامية التي ستجمعهما بعد 4 أيام، ليظهر أحدهما "عضلاته" على حساب الآخر، أو الاكتفاء بنقطة لكل فريق، ينقذان بها ماء وجهيهما، بعد عجزهما مقارعة مدارس أسترالياوكوريا الجنوبية. السعودية، ثاني منتخب الأكثر تتويجا بثلاثة ألقاب خلف اليابان بأربعة، سقط بدوره سقوطا مفاجئا أمام الصين بهدف نظيف، ليعقد مأموريته في المجموعة الثانية رفقة منتخبات كوريا الشمالية وأوزبكستان، مرسخا بذلك التراجع الكبير الذي ميزه في السنوات الأخيرة، علما أنه سقط قبل أسابيع قليلة أمام قطر في نهائي كأس الخليج العربي الذي احتضنته أراضيه. أما المجموعة الرابعة التي تضم المنتخب الفلسطيني، الذي بصم على أول مشاركة له في كأس آسيا رغم الظروف الصعبة التي لا تساعده على التطور مقارنة مع بعض الدول العربية المجاورة، فيبدو أنه من الصعب مقارعة المنتخب الياباني على الصدارة في انتظار خطف بطاقة العبور الثانية، والتي اقتربت نوعا ما من العراق الذي فاز على الأردن. ما تعرفه المجموعة الرابعة من صراع على بطاقة التأهل الثانية بين المنتخبات العربية، تشهده المجموعة الثالثة، التي تضم الإمارات، قطر والبحرين إلى جانب إيران الذي أطاح بالبحرين في أولى المواجهات واقترب إلى جانب الإمارات من الدور المقبل، في انتظار انتفاضة قطر، الفائز مؤخرا ببطولة الخليج. من أصل تسع منتخبات عربية مشاركة، ومن خلال الأداء المتواضع الذي أظهره غالبيتهم في المباريات الأولى من المنافسات، بات من المرجح جدا ألا يوجد في الدور ربع النهائي سوى منتخبات اثنان، أو أربعة في أحسن الأحوال، وهو ما يكشف حال الكرة العربية في القارة الصفراء، والتي باتت تعيش حالة من الجمود مقارنة بمنتخبات مثل، اليابانوكوريا الجنوبيةوأسترالياوإيران التي تطورت كثيرا وأصبحت تحظى بمشاركة دائمة في نهائيات كأس العالم على حساب المنتخبات العربية.