ليس فقط لأنه أول لقب بطولة بعد 7 سنوات من الغياب عن منصات التتويج؛ ولكن درع "كورونا" يبقى استثنائياً وسيظل محفوراً في ذاكرة الرجاويين وتاريخ الدوري المحلي لمجموعة من الاعتبارات التي جعلت من الموسم المنقضي أمس، مميزاً منذ جولاته الأولى، قبل حتى أن يظهر الوباء ويُغيّب الجماهير عن المدرجات ويفرض بروتوكولات صحية غير مسبوقة، ويوقف دوران عجلة البطولة لأزيد من 3 أشهر. "نبداوْها بلي پّروبليم و6 متر نعطِيوهُم".. هو جزء من أغنية تعني الكثير للرجاويين، صودف أنه يصف بدقة مشوار الفريق "الأخضر" هذا الموسم، بعد إقصاء مفاجئ ومرير في بدايته، من دور ثمن نهائي كأس العرش، أمام نهضة زمامرة، الأمر الذي كان بمثابة صفعة على وجوه مكونات الرجاء الرياضي، لكنها في الآن ذاته، رفعت من منسوب التحدي والعزيمة في صفوف رفاق أنس الزنيتي لتبني شعار "لا مجال للخطأ من جديد..". تعيين السلامي و"الريمونتادا".. رجاء بوجه آخر! الانفصال عن الإسباني خوان كارلوس غاريدو، وتعيين جمال السلامي على رأس الإدارة الفنية للرجاء الرياضي، قرار "انتحاري" وضع معه الأنصار أيديهم على قلوبهم قبل مباراة إياب ربع نهائي كأس العرب أمام الغريم، الوداد الرياضي، لكن المكتب المديري للرجاء الرياضي، تشبث بكونه فعل الصواب، وبأن ثقثه في "ابن الدار" ليست حلاً تقنياً ترقيعياً، وإنما تركيبة ثلاثية مدروسة، بمساعدة يوسف السفري وهشام أبو شروان، من أجل إعادة الروح الانتصارية إلى اللاعبين، وذلك ما كان. أول مباراة للسلامي، و"ريمونتادا" تاريخية ثبتت ملامح البطل على شخصية الرجاء الرياضي؛ حينها أدرك اللاعبون الذين كانوا متأخرين برباعية لهدف وحيد، أن هدف حميد أحداد في الدقيقة 73، و"بانينكا" متولي في ال 88، ورأسية مالانغو في الدقيقة 94، كلها تفاصيل تؤكد أن "انبعاث" الرجاء لا يكون بالرسومات التكتيكية ولا بالأنظمة التقنية.. انبعاث الرجاء يحدث عندما تشتعل "الغرينتا" في صفوف رفاق الحفيظي، ويؤمنون ب"نلعبُوا عليها.. ونجيبُوها.. واللهِ ما ترُوحي..". تأهلات عربية وقارية.. ومؤجلات محلية من بين ما عانى منه الرجاء الرياضي في الموسم الكروي المنصرم، هو ازدحام أجندته بمباريات وسفريات أنهكت الفريق، وهو ما دفع المكتب المديري للنادي للاحتجاج في غير ما مرة على لجنة البرمجة التابعة للعصبة الوطنية الاحترافية، خصوصاً بعد أزمة برمجة مباراة الدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي، تزامناً مع وجود الأخير في الجزائر لإجراء مباراتين عن منافستين مختلفتين، في نفس التوقيت الذي اختارته لجنة البرمجة لخوض لقائه مع الفريق "الدكالي". الملف عرف تطورات كثيرة، حيث لم يحضر الفريق "الأخضر" إلى الملعب في تاريخ المواجهة، بما أنه كان متواجداً بالجزائر، قبل أن تقرر لجنة التأديب إعادة برمجة المباراة، وتكون بذلك أول ظهور لأبناء السلامي بعد توقف البطولة بسبب "كورونا". 5 مؤجلات و11 نقطة.. بعد قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استئناف منافسات البطولة بعد توقف ناهز 4 أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، وجد الرجاء الرياضي نفسه أمام واقع إجراء خمس مباريات مؤجلة قبل ذلك، حقق منها 11 نقطة، ليكون بذلك الفريق "الأخضر" الأكثر خوضاً للمباريات بعد عودة عجلة البطولة إلى الدوران، الأمر الذي استغله رفاق الحافيظي للرفع من منسوب التنافسية قبل خوض باقي الدورات. التحكيم.. حَرّك سُكُون المكتب حاول المكتب المسير للرجاء الرياضي جاهداً عدم الدخول في متاهة الضرب في نزاهة التحكيم المغربي، رغم أن الفريق "الأخضر" كان موضوع مجموعة من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، والتي قلصت من حظوظ الفريق في أكثر من مباراة، غير أن تكرُّر الأمر ذاته مع الاقتراب من خط النهاية، في مباريات يعتبر فيها تضييع أي نقطة بسبب خطأ تحكيمي بمثابة خطوة إلى الوراء نحو اللقب، جعل مكتب جواد الزيات ينتفض ويطالب بفتح تحقيق بخصوص الحالات التحكيمية التي أثارت الجدل، خصوصاً في مباراة الفريق أمام نهضة بركان في الجولة 28. "نختمُوها بالحْكَام ومورانا نخلِّيوْهُم".. هو تتمة جزء الأغنية المذكورة في الفقرة الأولى.. في المركز الرابع مناصفةً مع الجيش الملكي برصيد 28 نقطة، فبراير الماضي، عاد الرجاء الرياضي بعد "بلوكاج" كورونا لحصد ما تيسر من النقاط، حيث خاض المباريات المؤجلة الأربعة، إضافة للمباراة التي أعيد برمجتها أمام الدفاع الحسني الجديدي، وأحرز خلالها 11 نقطة، فالتحق بالصدارة، وواصل المنافسة بكل شراسة حتى آخر الدقائق من آخر مباراة له في الدوري، عندما عزف "المايسترو" الحافيظي لحن التتويج، بأقدام تملؤها ندوب العمليات الجراحية، في آخر مشاهد بطولة تاريخية لن تمحى سريعاً من الأذهان.