يعيد إياب نصف نهائي مسابقة الكأس يومي الجمعة والسبت الحياة لكرة القدم الايطالية، في بلاد دفعت الغالي والنفيس جراء تفشي فيروس كورونا المستجد. ستكون مباراة يوفنتوس مع ضيفه ميلان اليوم الجمعة الأولى تقام في إيطاليا بعد أن أصبحت بؤرة فيروس "كوفيد-19" في القارة العجوز، وبداية ما يأمل مسؤولو اللعبة في أن تكون عودة المستديرة إلى طبيعتها. توفي أكثر من 34 ألف شخص في شبه الجزيرة بسبب الفيروس منذ بدء الأزمة، ومعظمهم في المناطق الشمالية أمثال بييمونتي ولومبارديا حيث يقع ناديا يوفنتوس متصدر وبطل الدوري وميلان. وبرغم استمرار الفيروس، بدأت إيطاليا تخرج تدريجيا من عزل صارم الشهر الماضي وتتجه نحو حياة عادية، فيما تؤكد عودة كرة القدم أن الازمة الخطيرة أصبحت وراء الطليان. وفيما أكد وزير الصحة روبرتو سبيرانتسا أول أمس الأربعاء تواريخ نصف النهائي والنهائي في روما يوم 17 يونيو الجاري في روما، قال إن الحكومة "تميل إلى السماح" بإقامة المباريات الثلاث الأخيرة من المسابقة. تأتي تعليقات سبيرانتسا في مجلس الشيوخ بعد أسابيع من الأخذ والرد بين السلطات الكروية والحكومة، فيما ستكون الجماهير تواقة لمتابعة أولى المباريات وراء أبواب موصدة بعد انتهاء فترة التعليق. في المباراة الأولى، سيكون يوفنتوس مرشحا لتخطي ميلان، بعدما عادله في عقر داره 1-1 في فبراير الماضي. وتقدم "روسونيري" حتى الدقيقة الأخيرة على ملعب سان سيرو، بيد أن البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، منح يوفنتوس التعادل من نقطة الجزاء. وضع غريب للغاية سيكون ميلان دون مهاجمه المصاب السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، والذي أعاد الحياة إلى الفريق اللومباردي بعد عودته في كانون دجنبر. وسيغيب أيضا عن ميلان الذي سيحاول الحاق الخسارة الأولى بيوفنتوس في تورينو منذ العام 2011، المهاجم الإسباني سامو كاستييخو الذي تعرض لسرقة مسلحة في ميلانو الثلاثاء والمدافع الفرنسي تيو هرنانديز وذلك بسبب الايقاف. وسيعوّل مدربه سيلفيو بيولي على الأرجح على الكرواتي أنتي ريبيتش الذي سجل سبعة أهداف في تسع مباريات قبل تعليق المنافسات الكروية. وسيساعد ميلان النظام الجديد القاضي بإلغاء الوقت الإضافي بحال تعادل الفريقين بعد انتهاء الوقت الاصلي. وتمثل هذه المسابقة أهمية كبيرة لميلان الذي يحتل مركزا سابعا مخيبا في الدوري بفارق 27 نقطة عن يوفنتوس المتصدر. ويتوق ميلان للقب كبير أول في البلاد منذ تسع سنوات، فيما توج للمرّة الخامسة والاخيرة في الكأس عام 2003. في المقابل، يستعد يوفنتوس لمعركته الطاحنة في الدوري مع لاتسيو الذي يبعد عنه بنقطة يتيمة. ورأى مدربه ماوريتسيو ساري في حديث لشبكة "سكاي" أول أمس الأربعاء أن فريقه "محظوظ" لخوض الكأس والدوري ودوري أبطال أوروبا في فترات منفصلة، في ظل سعيه الدؤوب لنقل نجاحه المحلي إلى الساحة القارية. وقال مدرب تشلسي الإنجليزي ونابولي السابق "يمكننا التركيز على أهدافنا الواحد تلو الآخر. قد يشكل هذا الامر ميزة لنا". وتابع مدرب الفريق الذي يحمل الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالكأس (13 آخرها في 2018) "لكن سندرك ذلك فقط عندما نطأ أرضية الملعب، لأن الوضع غريب للغاية. بعد وقفة طويلة، لم نكن قادرين على خوض مباريات طبيعية في التمارين". ويدرك ساري خطورة الدفع بلاعبين ليسوا جاهزين بدنيا بنسبة 100%، وسيترك مهاجمه الأرجنتيني غونزالو هيغواين خارج تشكيلته الأساسية. لكن مع رونالدو، الأرجنتيني باولو ديبالا الذي شفي من فيروس كورونا والبرازيلي دوغلاس كوستا، لن تكون الاهداف صعبة المنال على "بيانكونيري". وسيلاقي المتأهل بين يوفنتوس وميلان صاحب البطاقة من نصف النهائي الثاني بين إنتر ونابولي. لكن رجال المدرب انتونيو كونتي يواجهون مهمة صعبة على ارض نابولي، بعد خسارتهم ذهابا في عقر دارهم بهدف الإسباني فابيان رويز. وعلى غرار ميلان، تُعدّ مسابقة الكأس الفرصة المثالية لإنقاذ موسم نابولي المترنح في المركز السادس في الدوري. وعرف الفريق الجنوبي، المتوّج خمس مرات باللقب آخرها في 2014، مشكلات إدارية كبرى هذا الموسم شهدت إقالة مدربه المرموق كارلو أنشيلوتي. من جهته، حقق إنتر، المتوج سبع مرات في الدوري آخرها في 2011، بداية رائعة في الدوري، قبل تراجعه لحساب يوفنتوس ولاتسيو.