قررت المملكة العربية السعودية، الارتقاء بعلاقتها مع الجزائر، الى مستوى "التنسيق الاستراتيجي"، وذلك بعد موافقة المجلس الوزاري المنعقد يوم 7 مارس 2023، على اتفاق إحداث "مجلس التنسيق الأعلى السعودي الجزائري". وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من "التنافر" بين البلدين والفتور في العلاقات بينهما، بسبب عدم الاتفاق بشأن عدد من القضايا العربية والاقليمية، خاصة التي كانت السعودية في واجهتها، مثل الحرب على اليمن. وتؤشر موافقة السعودية على إحداث المجلس الأعلى للتنسيق مع الجزائر، على دخول العلاقات بين الطرفين مرحلة جديدة، لا شك أن التحولات العالمية الجارية، كانت عاملا حاسما فيها، ما يعني اقتناع السعودية بأهمية الجزائر في تأمين مصالحها بالمنطقة، أو تلك المرتبطة بالمحور الذي ظل حاضنا للجزائر، والقصد هنا محور روسيا أساسا. بالنسبة إلينا في المغرب، من المهم قراءة هذا التحول، ورصد أثره، وتحليل أبعاده على موقع دولتنا وعلاقاتها الاقتصادية وغيرها، خاصة في ظل "الحرب" الدبلوماسية الإعلامية التي يشنها حكام الجزائر على المغرب. هناك تخوف من أن يكون هذا التحول في علاقات السعودية بالجزائر، مؤشر على أخطاء ارتكبها المغرب في تدبير علاقاته الدولية، وفي حُسن التموقع في القضايات المثارة في المنطقة العربية وشمال افريقيا وافريقيا عموما، لأن السعودية ظلت حليفا وشريكا متقدما للمغرب، وقد تتأثر هذه الوضعية بارساء السعودية لعلاقات ذات بعد استراتيجي مع الجزائر.