أجرى رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة مباحثات بالعاصمة البولندية وارسو، مع وزير الشؤون الخارجية البولندي زبينيو راو. وأفاد بلاغ لمجلس المستشارين أن رئيس المجلس النعم ميارة نوه خلال هذا اللقاء، بمتانة العلاقات السياسية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية بولندا، وبتقاسم البلدين مجموعة من القيم المتعلقة بالديمقراطية وتعزيز السلم والأمن والاستقرار وتحقيق التنمية على المستويين الإقليمي والدولي، وجلب الدعم لقضية الصحراء المغربية. ودعا بهذه المناسبة إلى الرقي بهذه العلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي والتنموي، لاسيما وأن المغرب وبولندا يتوفران على مؤهلات وفرص كبيرة للتعاون والاستثمار المشترك، في مختلف المجالات. ودعا السيد ميارة في هذا الإطار إلى وضع إطار قانوني محفز ومتكامل للشراكة بين البلدين وآليات تنفيذية موسعة لتفعيلها، مؤكدا في هذا السياق على انخراط مجلس المستشارين، ومن خلال مكوناته المهنية والمجالية والسيوسيو-اقتصادية، في كل الديناميات التي من شأنها تقوية الاستثمارات المشتركة ودعم التعاون الاقتصادي والتجاري والإنساني، خدمة للمصالح المشتركة للبلدين. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، عبر رئيس مجلس المستشارين عن تقديره لموقف الحياد الإيجابي لبولندا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، بحيث تؤكد على دعم جهود الأممالمتحدة وأمينها العام لإيجاد حل سلمي لقضية الصحراء المغربية في ظل احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشددا بهذه المناسبة على ضرورة حل هذا النزاع المفتعل الذي يعرقل التنمية الإقليمية، وبات يشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار والأمن الإقليميين، على اعتبار أن منطقة الساحل جنوب الصحراء أصبحت مرتعا للإرهاب والجريمة المنظمة. كما أشاد بتطابق وجهات نظر البلدين فيما يتعلق بالعديد من القضايا الأساسية الإقليمية والدولية، لاسيما تعزيز السلم والاستقرار ومبدأ حسن الجوار ودعم احترام السيادة والوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية الخلافات بالحوار والتفاوض. وعلى مستوى العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، جدد السيد ميارة التزام المملكة المغربية بالشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي كرس في أجندته الجديدة لجوار جنوب المتوسط، مركزية الشراكة المميزة مع المغرب، بوصفه "شريك أوروبا من أجل الازدهار المشترك". ودعا رئيس مجلس المستشارين الجانب البولندي إلى إرساء شراكة ثلاثية مغربية- إفريقية- بولندية، على اعتبار أن المغرب وبولندا بوابتان إقليميتان هامتان لكل من إفريقيا وشرق أوروبا.