عين لأول مرة ملف اختلالات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، أمام غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بفاس، بعدما أصدرت نظيرتها الابتدائية أحكام قضائية بين الحبس النافذ والبراءة في حق المتابعين في هذه القضية. ووفق ما علمته "كود"، فإن غرفة الجنايات الاستئنافية، برئاسة القاضي محمد بن معاشو ينتظر أن تشرع الشهر المقبل في محاكمة عدد من المتهمين، من بينهم عبد الرفيع زويتن رئيس مهرجان فاس للموسيقى الروحية المحكوم بالحبس النافذ لمدة سنة واحدة. وقررت غرفة الجنايات الابتدائية مؤاخذة زويتن من أجل "جناية اختلاس أموال عامة"، فيما أدين مسؤولان سابقان في المهرجان من أجل "تبديد أموال عامة"، مع أدائهم غرامة نافذة قدرها عشرون ألف 20000.00 درهم لكل واحد منهم. كما أدين متهمان آخران بالحبس النافذ لمدة 10 أشهر وغرامة نافذة قدرها 2000.00 درهم، مقابل تبرئة باقي المتهمين، مما نسب إليهم من أفعال. وكانت المتابعة التي قام الطويلب قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بمحكمة الاستئناف بفاس (المكلف بجرائم المالية)، في مواجهة عبد الرفيع زويتن رئيس مؤسسة "روح فاس"، قد كشفت أن زويتن اختلس مبلغ 46.000 أورو، من ميزانية المؤسسة التي تشرف على تنظيم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وحسب ما جاء في قرار إحالة زويتن على غرفة الجنايات الابتدائية، تتوفر "كود" على نسخة منه، فإن المبلغ المالي المذكور تم اختلاسه من أجل تأدية مصاريف طائرة خاصة نقلت زويتن ذهابا وإيابا رفقة إبنته "ل.ز" من مدينة فاس إلى مدينة ميلانو الإيطالية. وأكد القرار القضائي أنه بعد افتضاح أمر زويتن أعاد المبلغ المالي المهم بالعملة الوطنية بقيمة 506.000,00 درهم إلى الحساب البنكي للمؤسسة، كما أنه صرف مصاريف الفنادق لأقاربه مدير "Air France" حوالي 27.000.00 درهم. وأوضح نفس القرار أن المدير العام السابق للمكتب الوطني للسياحة صرف مبلغ 9600 أورو لفائدة Edith Nicol، وصرفه فاتورة لأحد أصدقائه بمبلغ 18.000.00 درهم، فضلا عن استغلاله مؤسسة روح فاس من أجل الاستفادة من العقدة التي تربطها مع مكتب الصرف، واستفادته من المصاريف المتعلقة بالتعامل بالعملة الصعبة. الحكم الصادر في حق فوزي الصقلي، أحد أبرز الباحثين الأنثروبولوجيين المغاربة، أثار الكثير من الاستياء والنقاش بين أقربائه الذين يعرفون جيدا الصقلي مؤسس مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. الصقلي دار بلاغ عقب الحكم عليه بعام نافذ ديال الحبس فقضية الاختلالات اللي عرفها مهرجان فاس، وقال فيه: "أريد ان أقول فقط كلمة بسيطة كي أطمئن كل الذين بلطف منهم قلقوا من أجلي وارسلوا الي رسائل تضامن عديدة، وايضا تلبستهم الحيرة و أبدوا استنكارهم أمام هذه الوضعية". وأضاف: "هذه الكلمة البسيطة لا تهدف للتفسير المفصل لما وقع. يمكنني العودة للتفصيل في ذلك،. أود أن أقول لكم بكل بساطة: كل ما أشيع عني بخصوص التبديد المزعوم للمال العام لا أساس له من الصحة وغير صحيح بالمرة. ولا واحد من الادلة المقدمة في هذا الموضوع يحظى بالحد الادنى من الحقيقة". فوزي الصقلي أوضح فهاد السياق: "لا اريد حتى ان اعرف الاسباب التي دفعت لإلصاق هذه الصورة بي. أعرف شيئا واحدا بطريقة أكيدة، هو نزاهتي التامة. تم إثباتها والدليل عليها حين غادرت مهرجان الموسيقى الروحية عام 2014 بشهادة إبراء ذمة شاملة من دون تحفظ وقعها الرئيس، والكاتب العام والمفوض في حسابات المؤسسة المسؤولة عن التنظيم". "هاد الأمر كان قبل خمس سنوات، قبل أن يشتعل فتيل الفضيحة الذي قاد إلى الوضعية التي توجد فيها المؤسسة اليوم. أما الباقي فهو ثرثرة و مزايدة". يضيف فوزي الصقلي. وأكد الصقلي: "لا أهتم بتاتا بالأشياء المادية إلا في النطاق الذي تكون فيه ثمرة لمجهود عملي وتخدم أهدافي في هذه الحياة ؛ المتمثلة في الاشتغال على تنمية وتطوير معرفتي ووعيي الروحي وأن اقتسم ذلك مع الأقارب ومع كل الذين ينخرطون في البحث عن لب الأشياء". وزاد: "أما بالنسبة إلى هؤلاء الذين يريدون آن يسحبوا كل شيء الى الأسفل، لهؤلاء أقول فقط: لن تستأصلوا، رغم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، اليوم أو فيما بعد، طمأنينتي وهدوئي، ولن تحصلوا حتى على كراهيتي لكم".