نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن يكون بصدد القيام بوساطة بين الجزائر وإسبانيا، اللذان تعيشان علاقاتهما على وقع أزمة ديبلوماسية، منذ إعلان مدريد عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع حول الصحراء. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده في مدريد مع وزير الخارجية الإسباني خوزيه مانويل ألباريس عقب اللقاء الذي جمعهما، إنه "مهما حدث بين المغرب والجزائر أو بين دولة ثالثة وأي من هذين البلدين، فإن الموقف سيكون دائما واضحا بعدم التدخل ما لم يكن هناك طلب، وهو ما لم يحدث". من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أن حكومة بلاده تطمح إلى "علاقات أفضل" مع الجزائر، و"نفس العلاقات" مع بقية دول الجامعة العربية. وكان ألباريس قد أكد بأن بلاده تتطلع إلى "أفضل العلاقات مع الجزائر، بما يعود بالنفع على الطرفين"، مشددا على أن هذه العلاقات لا يجب أن تكون على حساب العلاقات الجيدة مع المغرب". وأوضح المسؤول الإسباني "في إسبانيا نريد أن تكون لدينا مع الجزائر نفس العلاقات التي لدينا مع جميع جيراننا، والقائمة على الإحترام المتبادل وعدم التدخل، ولا نريد للعلاقة القوية التي نبنيها مع المغرب والتي تفيد إسبانيا كثيرًا، أن تكون عقبة أمام العلاقة مع الجزائر". يشار إلى أن العلاقات الجزائرية المغربية تشهد قطيعة ديبلوماسية بعد قرار الحكومة الجزائرية في غشت 2021 قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، فيما تمر علاقات الجزائر مع إسبانيا بأزمة دبلوماسية منذ شهور، وذلك بعد قرارها في يونيو الماضي تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع المملكة الإسبانية، التي تم إبرامها في 8 أكتوبر 2002، وسحب سفيرها من مدريد، وذلك احتجاجا على إعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، وهو الموقف الذي شددت الحكومة الإسبانية على أنه "قرار سيادي، وينسجم مع الشرعية الدولية".