قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس، إن إسبانيا تتطلع إلى "أفضل العلاقات مع الجزائر، بما يعود بالنفع على الطرفين". وأضاف ألباريس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرتغالي جواو جوميز كريفينيو، عقب لقاء ثنائي بإشبيلية جنوب إسبانيا، أن "هذه العلاقة الجيدة لا تعني استبعاد تلك التي لدى إسبانيا مع المملكة المغربية"، موضحا "نريد أن تكون لدينا مع الجزائر نفس العلاقات التي نتمتع بها مع جميع جيراننا، على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل؛ كما لا نريد أن تكون العلاقة القوية التي نبنيها مع المغرب، والتي تفيد إسبانيا كثيرا، عقبة أمام ما لدينا مع الجزائر".
واعتبر ألباريس، أن "مشاعر الصداقة التي يشعر بها الشعب الجزائري تجاه الشعب الإسباني يجب أن تسود"، نافيا "أن يؤثر موقف فرنسا، المعارض لمشروع خط أنابيب الغاز "MidCat"، على علاقات إسبانيا مع الجزائر.
وأكد رئيس دبلوماسية مدريد، أن هذا المشروع "يسمح لشبه الجزيرة الأيبيرية بأن تكون جزءا من الحل إزاء تحدي الطاقة المطروح من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
يشار إلى أن العالقات الجزائرية الإسبانية تمر بأزمة دبلوماسية منذ شهور، وذلك بعد قرار الجزائر في يونيو الماضي تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد، التي تم إبرامها في 8 أكتوبر 2002 ،وسحب سفيرها، وذلك احتجاجا على إعلان حكومة إسبانيا، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.
فيما شددت مدريد، على أن موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، هو "قرار سيادي"، حيث أكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أنه من خلال الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، باعتبارها أساس "الأكثر جدية، واقعية ومصداقية" لحل الخلاف حول الصحراء، فإن "إسبانيا اتخذت قرارا سياديا"، مشددا على أن هذا الموقف لحكومة بلده يندرج في إطار الشرعية الدولية".