ذكرت وسائل اعلام إسبانية، أن وفدا إسبانيا رفيع المستوى، زار بطريقة سرية العاصمة الجزائر الجمعة الماضية، وقالت بأن موضوع الزيارة يمكن يكون بدء مصالحة بين البلدين. وأوردت مصادر إعلامية فالصبليون، بأن طائرة تابعة للقوات العسكرية الإسبانية كانت وصلات لمطار عسكري بالقرب من العاصمة الجزاير، مشيرة إلى أن اختيار المطار العسكري "بوفاريك" يهدف إلى إبقاء الزيارة في إطار السرية، وأن الطائرة هي من صنف "فالكون" اللي كيستعملها الوزراء والملك فيليبي السادس في رحلاتهم الرسمية. وأشارت المصادر المذكورة إلى أن النائب البرلماني عن "الفريق المشترك"، بابلو إميريتو بيكيراس، وجه سؤالا إلى وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، يطالب بتوضيحات حول نوعية الوفد الذي كان على متن الطائرة والمهام المكلف بها، ثم الوضع الحالي للعلاقات بين مدريدوالجزائر بعد الأزمة الأخيرة. حيث تلتزم حكومة مدريد الصمت حتى الآن، ولم تؤكد ولم تنف الخبر. يشار إلى أن العلاقات الجزائرية الإسبانية تمر بأزمة دبلوماسية، وذلك بعد قرار الجزائر في يونيو الماضي التعليق الفوري لمعاهدة "الصداقة وحسن الجوار والتعاون" مع المملكة الإسبانية، التي تم إبرامها في 8 أكتوبر 2002، وذلك اعتراضا على إعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء. كما قامت الحكومة الجزائرية قبل ذلك باستدعاء سفيرها في مدريد للتشاور، وجاء في بيان للخارجية الجزائرية "تفاجأت السلطات الجزائرية بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات الإسبانية"، وذلك في إشارة إلى إعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها للوحدة الترابية للمغرب، وتابع البيان في ذات السياق"الجزائر تستغرب الانقلاب المفاجئ لاسبانيا في ملف الصحراء". فيما شددت الحكومة الإسبانية على أن موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المقدمة من طرف المغرب لتسوية قضية الصحراء هو "قرار سيادي"، وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أنه من خلال الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، باعتبارها الأساس "الأكثر جدية، واقعية ومصداقية" لحل الخلاف حول الصحراء، فإن "إسبانيا اتخذت قرارا سياديا"، مشددا على أن هذا الموقف لحكومة بلاده يندرج في إطار الشرعية الدولية.