تسود وسط أصحاب الوزرة البيضاء حالة حزن كبيرة، على إثر إقدام طبيب مقيم مختص في المسالك البولية في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، في ظروف يشوبها الكثير من الغموض. ويترافق هذا الحزن مع موجة غضب كبيرة تسيطر على الأطر الطبية والتمريضية، والتي امتدت شرارتها من وسط أسرة الصحة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعي الراحل بتدوينات تضمنت انتقادات حادة واستنكار، وذلك على إثر ظهور إشارات تفيد احتمال أن تكون "ظروف مهنية،" وراء إزهاق الطبيب المقيم ب "موريزكو" روحه بهذه الطريقة المأساوية. وتذهب أغلب استنتاجات زملاء المختص في جراحة المسالك البولية، إلى أن الضغوط التي تعرض لها من قبل المشرفين على تدريبه بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، من "حكرة" و"تهميش" و"تجبر" و"ابتزاز"، هي التي جعلته يضع حدا لحياته. وهو ما أكدوه في شهادات لهم في حق الراحل نشروها تعلى صفحاتهم مواقع التواصل الاجتماعي، وما ألمحت إليه اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، التي استنكرت الأساليب التي باتت تستعمل في ترهيب الأطباء الداخليين والمقيمين، ووضعهم تحت ضغط كبير جراء الابتزاز الذي يتعرضون خلال مسار تكوينهم، وما يترتب عن ذلك من ضرر نفسي وجسماني. وعبرت اللجنة، في بلاغ لها، عن استعدادها لخوض مختلف الأشكال النضالية في وجه كل من سولت له نفسه المس بصحة وكرامة الطبيب الداخلي والمقيم، مقدمة دعمها ومؤازرتها لعائلة الفقيد في تبنيها للمساطر القانونية اللازمة قصد فتح تحقيق في ظروف وملابسات وفاة ابنها. وكان الدكتور أيمن بوبوح أشار إلى أنه اطلع على الكثير من الأراء التي ترجع السبب الدافع للانتحار إلى الابتزاز والضغط التي تعرض له من قبل المشرفين على تأطيره من الأساتذة والمكوّنين، والذين يُفترَض فيهم، من الناحية المبدئية، أن يكونوا أحرصَ الناس على السلامة النفسية والجسدية لكل مَن يُوضعون تحت أيديهم، ليعلموهم ولينقلوا إليهم أخلاق المهنة، قبل أن يعلموهم الحرفة ذاتها. وأضاف بوبوح، في تدوينة على حسابه ب (فيسبوك)، أنه "بعيدا عن الخوض في مدى صحة هذه التفسيرات من عدمها في هذه الحالة بعينها، والتي لا أزكيها ولا أنفيها. سأعتبر هذا الحادث مناسبة للتنبيه إلى بعض السلوكات التي أصبحت واقعا لا يرتفع في دراسة الطب في المغرب، انطلاقا من تجربتي الشخصية ومن تجاربي زملائي وأصدقائي الذين أشاركهم ويشاركونني تجاربهم في هذا الباب".