المغرب خدام مزيان فالملف الليبي وشاد فيه، اليوم الجمعة 4 يونيو الجاري رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي (الرجل الثالث في هرم الدولة)، دار مباحثات مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى، والذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لبلادنا. وأكد المالكي أن هذا اللقاء، وهو السابع من نوعه منذ سنة 2017، "يندرج في إطار َتَبَادَلَ الرأيَ والتشاور المستمر في خدمةِ الملف الليبي وتحقيق آمالِ وتطلعاتِ الأشقاءِ الليبيين في السِّلْمِ والاستقرارِ والأمنِ الجماعي وبناءِ الدولةِ المَدَنية الحديثة على قاعدةٍ دستوريةٍ، ديموقراطية وطنيةٍ صلبة". وأشاد المالكي بحرص عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي على وحدة الصف الليبي، مسجلا مكانته المركزية في المَشْهَد الوطني الليبي،ومساهمته البناءة في رسم مَعَالِم قرارٍ وطني يَضْمَنُ بناءَ المؤسسات، وَمَدَّ جسور التواصل بين مختلف الأطراف على أساس من التوافق وتغليب المصلحة العامة، وقال "لقد نجحتم ليس فقط في جعل مجلس النواب الليبي يحظى باعتراف أممي ودولي وعَرَبي وأفريقي وإسلامي وأوروبي وأمريكي بل وحَظِيَ بترحيبٍ واسع من مختلف الأوساط والعديد من المنظمات الدولية المهتمة والمَعْنِيَّة بِتَحَقُّقِ انتقالٍ ديموقراطي سلمي". وأبرز رئيس مجلس النواب الدور الداعم والنزيه والمحايد الذي تقوم به المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس في تمهيد الطريق ومَدِّ الجسور وتجميع الرؤى والإِرادات بين أطياف الشعب الليبي مستعرضا أبرز محطات الحوار الليبي-الليبي التي احتضنها المغرب في الصخيراتوبوزنيقةوالرباط وطنجة، "التي كانت أمكنةً للحوار والتَّفَاوُض وتقريب وجهاتِ النظر الليبية-الليبية، وكانَ المغربُ حاضرًا فيها حُضُورَ الشقيق الذي لا يتدخل، ولا يُمْلي، ولا يتلاعب في قولِهِ أو فِعْلِهِ، وإنما سَهَّلَ التلاقي والتَّقَارُبَ والبحث عن مسارات الحل، والسعي إلى إيجاد الحلول والصيغ الملائمة لصناعة المستقبل الليبي، وفي مقدمتها : وَقْفُ الِاقتتالِ بين الأشقاءِ وحَقْنِ الدماء، وإِخراج القوى الأجنبية بكل أصنافها وأنواعها من البلاد، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تحظى بقبول ورضا الليبيين جميعًا". وأعرب المالكي عن الارتياح لتحسن الأوضاع في ليبيا اليوم وتوجهها نحو "الخروج من زمن الأزمة إلى زَمَنِ الانفراج والسلام والوحدة الوطنية، من زمن التمزق والصراع المُسَلَّحِ إلى زمن المؤسسات والبناء الديموقراطي"، مشددا على أن المغرب بقيادة صاحِبِ الجلالة الملك محمد السادس سيظل رَهْنَ إشارة الشعب الليبي الشقيق وإلى جانبه بخِبْراتِهِ وكفاءاتِهِ وإِمكاناتِهِ، كما سيظل دَاعِمًا مُوَاكبًا إِلى أن تتحقق كامِلَ مُخْرَجَاتِ الحوار السياسي الليبي. من جهته، عبر عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي عن الشكر والامتنان للمغرب ملكا وشعبا وحكومة وبرلمانا على الدعم الصادق للشعب الليبي، مثمنا دور الملك محمد السادس في توصل الأطراف الليبية إلى توافق من أجل حل القضية الليبية وبناء دولة موحدة، وأعرب عن تمسك الليبيين بمخرجات اتفاق بوزنيقة بالمملكة المغربية، وخاصة ما يتعلق بشغل المناصب السيادية. وبالمناسبة، استعرض عقيلة صالح آخر تطورات الوضع الليبي، مشيدا باتفاق الأطراف الليبية على تشكيل سلطة تنفيذية وحكومة وطنية حظيت بثقة مجلس النواب، وداعيا إلى وقف التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، وخروج كافة الميلشيات المسلحة، وقال "لقد انطلق مسلسل إعادة بناء المؤسسات بليبيا إلا أن العائق الرئيسي هو التدخل الأجنبي". وأكد رئيس مجلس النواب الليبي أهمية إجراء الانتخابات في وقتها، والحسم في المناصب السيادية، معربا عن انخراط مجلس النواب الليبي في المساعي الأممية الرامية لحل الأزمة الليبية.