مباشرة بعد تعيين رئيس الحكومة من قبل الملك، لجأ مواطنون قرب مدينة تازة حيث رئيس الجماعة من حزب العدالة والتنمية إلى الضغط على السلطات من أجل سحب رخصة بيع الخمر لمتجر هناك. وكانت "كود" نشرت حينها خبرا في الموضوع. نجحت الضغوط وسحبت رخصة بيع الخمر من المتجر. هذا التحرك الذي قام به ناشطون من الحزب الإسلامي وأعضاء من العدل والإحسان لم يقتصر على البلدة نفسها، ففي حي اللوح تنقل يومية "أخبار اليوم" قصة مشابهة، إذ خرج قياديون من حزب "العدالة والتنمية" و"العدل والإحسان" (في كل مناسبة يتحالفان في الواقع) في مسيرة برروها بمحاربة الفساد. بل كون هؤلاء دولة داخل الدولة من خلال إنشاء لجان شعبية، قالت اليومية التي احتفت بإنجازهم إنها لمحاربة "مافيا البغاء".
إنشاء تلك الإمارة الإسلامية التي تختبئ وراء محاربة الدعارة واعتماد نفس الأسلوب الذي سبق أن اعتمده السلفيون، بدأ بإنشاء لجان شعبية.
في مارتيل اتبع نفس الأسلوب، إذ تمت مهاجمة بارين وفندق بتهمة محاربة الفساد. الأمن المحلي قال ل"كود" أن من هاجم بار "ماريا" في شارع ميرامار مجرد سكارى كانوا في حالة سكر، لكن عضو في جمعية محلية أكد ل"كود" ان الامر يتعلق بإسلاميين بدأوا يطبقون "مشروعهم المجتمعي عبر محاربة الرذيلة"، وأضاف ل"كود" أن هذا الأمر حدث قبل ثلاثة أيام.
بدأ الإسلاميون في الشمال كما في الجنوب تأسيس إماراتهم وتطبيق قانونهم وتعويض الدولة. الغريب والمثير في الأمر هو أن هذا التحرك تزامن مع وصول الإسلاميين إلى الحكومة وترديدهم في كل مناسبة أنهم جاؤوا لحل مشاكل اقتصادية واجتماعية.
قيادي حزبي من "البام" قال ل"كود" إن هؤلاء وفي غياب مشروع حقيقي سيقتصرون على الجانب الأخلاقي.