في الوقت الذي لم تظهر فيه أي مؤشرات على تحضير الحكومة لاستراتيجية وقائية جديدة للحد من تفشي وباء (كورونا) تراعي الأجواء الخاصة لرمضان، بادر أصحاب مقاهي ومطاعم في الدارالبيضاء، وفق ما توصلت إليه «كود»، إلى إخبار العاملين لديهم باتخاذ قرار الإغلاق والتوقف عن العمل طيلة شهر الصيام. ولجأ مهنيين في القطاع بالمدينة إلى هذا الاختيار الاضطراري لتخوفهم من الاستقرار على المحافظة على التدابير الاحترازية في صيغتها الحالية، ومنها حظر التجوال الليلي، وهو ما يعني أن ساعات العمل ستتقلص لفترة أطول من الحالية، وبالتالي تراجع المداخيل بنسبة كبيرة لتزداد بذلك متاعبهم المالية بشكل يستحيل معه الوفاء بالتزامتهم التي يؤدون فاتورتها بصعوبة، في ظل الشروط المفروض حاليا للسماح لهم بممارسة نشاطهم. وقد نزل هذا الإخبار كالصاعقة على العاملين في هذه الفضاءات، التي قررت اعتماد هذا الإجراء، لكون التوقف هذه المرة وعلى عكس فترة «الحجر الصحي الشامل»، سيكون بأثر قاسي، بعدما أخبروا بأنهم لن يحصلوا خلاله على أي مقابل مادي. وهو الأثر الذي بدأت تظهر ملامحه على وجوه عدد منهم بعد أكثر من شهر من دخول رمضان. إذ بنبرة يائسة عند تلقيه تشعرك بأنها صادرة من شخص يعيش تحت وقع صدمة قوية، رد نادل في مقهى بمنطقة آنفا على «كود» عن توقيت العمل في شهر الصيام، «وحنا غادي نسدو أصلا... غير خليها على الله»، قبل أن يضيف «والله ما عرفنا باش غادي نلقاو رمضان.. غاديين دابا النهار بنهارو.. ودابا كملات لا خلاص لا خدمة.. كيفاش غادي نهزو ديورنا فهاد الشهر». ليواصل الاسترسال في الفضفضة بهمه على «كود»، «دخنا ملي تخبرنا بالقرار.. ومبقينا عارفين آش نديرو.. ومنين غاديين نجيبو باش ندوزو هاد الشهر لي كلشي كيعرف أن مصاريفو كتكون كثيرة»، وزاد موضحا «معقل علينا حد.. وكل الخوف تزيد القضية تتوعص كثر ونوليو مشردين». وكان محمد عبد الفضل، منسق اللجنة المشتركة لمهن المطعمة في المغرب، قال، في تصريح سابق ل «كود»، بأنه «لحد الآن ليست لدينا أي رؤية بهذا الخصوص، مضيفا، في هذا الصدد، «نتمنى من الحكومة تأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار. كما ندعوها إلى أن تدرس من الآن هذا الموضوع من خلال التفكير في كيفية تخفيف آثار القيود في هذه الفترة في حالة تقرر استمرار اعتماد تقليص ساعات العمل أو منعه ليلا لا بالنسبة للشغيلة ولا أرباب المحلات باش يلقاو باش يعيشو». وزاد مفسرا «الناس دخلات للمحاكم والمشاكل كبرات. وهاد القطاع ما استافد من والو. الحاجة الوحيدة لي شملاتو هي تقليص ساعات العمل والطاقة الإيوائية»، مشيرا إلى أن الشاهد والدليل على شكوانا هاته هي العدد الكبير ديال المحلات فالقطاع لي سدات بيبانها وعدد العمال لي تسرحو والحجوزات في الأبناك».