ما وقع في الدارالبيضاء يوم الأحد 14 فبراير الجاري يبعث على القلق ، بعدما اجتاحت أعمال عنف غير مسبوقة في يوم يصادف احتفال العالم ب«السان ڤلانتاينن» عيد الحب الذي تحول إلى كراهية تعرضت فيه حافلات النقل الحضري الجديدة التابعة لاسطول شركة «ألزا» لاعمال تخريب متعمدة واعتداء على سائقين مهنيين. ولحدود الساعة العاشرة ليلا ما تزال أخبار تعرض حافلات الاسطول الجديد للشركة المتكون من حافلات الطراز الرفيع تتوفر على احدث التجهيزات ومزودة ب«الويفي» . ولم تكد تمر ساعات على إطلاق 400 حافلة جديدة لتقديم خدمة عمومية كخطوة لحل معضلة التنقل الحضري في مدينة يتنفس سكانها الزحام والاكتظاظ المروري ،حتى بدأت عمليات رشق بالحجارة وتخريب واعتداء على سائقين وقيام بعض المسافرين بتصرفات مشينة وسط العامة كشرب الخمر والامتناع عن أداء سعر التذكرة. وهوجمت حافلات في مناطق عديدة بالدارالبيضاء ، سبق وتطرقنا إليها في مقالات سابقة يومه ،كما هاجم قاصرون حافلة اخرى في طريق سيدي معروف قرب القنطرة الجديدة، وأخرى تؤمن الخط 120 الرابط بين مديونة والدارالبيضاء على مستوى شارع محمد بوزيان. وتم تسجيل ستة حواث مماثلة لتهشيم الحافلات على الاقل حسب ما أفاده مصدر نقابي بشركة «ألزا» مضيفا أن عمال الشركة يعيشون على إيقاع الصدمة ويطالبون بمواكبة امنية بعد أعمال التخريب المتكررة في أول أيام العمل بالأسطول الجديد . واللافت للإنتباه هو أن هذه الهجومات العنيفة والغير المبررة التي خلفت ردود فعل مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها قاصرون على خلاف مع القانون . واوقفت الشرطة ، زوال اليوم الاحد ،قاصرا بدرب التازي في المدينة القديمة يبلغ من العمر 16 متورط في تهشيم حافلة ذات منفعة عامة . كما تم ايقاف قاصر آخر مساء السبت ،يبلغ من العمر 17 سنة وجد بحوزته سكين من الحجم الكبير بعد أن هاجم حافلة أخرى بشارع إدريس الحارتي . وارتفعت أصوات أخرى وتعاليق على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لتطبيق أقصى العقوبات في حق مهاجمي «الطوبيسات» فيما دعت أخرى لإعادة الاعتبار لمسألة التربية الأسرية والتعليم الجيد والمواكبة الاجتماعية وضرورة الاستثمار في العنصر البشري وتنمية الروح على المواطنة .