يبدو أن المخابرات الجزائرية، ونظيرتها الاسبانية، تسارع الزمن وتستعمل كل اوراقها، من أجل المضي قدما في موضوع ربط مدينة مليلية المحتلة بمدينة الغزوات الجزائرية. وبينما يدعي النظام الجزائري انه يساهم دائما في "تصفية الاستعمارات"، فإنه حاليا يضع يده بيد الاستعمار الاسباني لبناء خط بحري بينهما، ليعتبره انتصارا على المغرب. وقالت صحيفة "ال فارو دي ميلية"، أن المعارضة في الحكومة المحلية للمدينة قامت بمسائلة رئيس الحكومة المحلية ادواردو دي كاسترو، عن الاجراءات التي تتخذها الحكومة المحلية من اجل ربط المدينة مع الغزوات، وذلك لفك الحصار الاقتصادي الذي يضرب الثغر المحتل، بعدما قرر المغرب منع التهريب على المعابر الحدودية. ورد دي كاسترو على سؤال النائب خابيير لينس، بأن الحكومة تدرس إمكانية الربط البحري بين الغزوات ومليلية، لكن الأمر يحتاج إلى أخذ مشورة المغرب والجزائر، وهناك ارهاصات مثل ضرورة توفر الجزائريين على التأشيرة للدخول، وأمور أخرى. وأضاف دي كاسترو ان ارانتشا غونزاليس وزيرة الخارجية، تدرس بعناية الموضوع، ولكن يتوجب ان تبدي وزارتي المالية، والداخلية، رأيهما في الموضوع مؤكدا ان مشروع الربط ارسل اليه من قبل اتحاد رجال الاعمال بمليلية، وأن صاحب المشروع هو يوسف قدور. وحسب مصادر "كَود"، فيوسف قدور الذي يترأس جمعية النور الاسلامية بمليلية، هو اسباني من اصل مغربي، وجهت له فعاليات مدنية بالناظور، في وقت سابق تهمة التجسس لصالح المخابرات الاسبانية، بعدما كان يحاول الاختلاط بالفاعلين المدنيين، كما انه حاول غير ما مرة تقديم نفسه كناطق بإسم مسلمي مليلية، إبان الاحتجاجات التي كانت تشهدها معابر مليلية من قبل نشطاء مغاربة، وكان يحاول آنذاك الضغط على النشطاء لوقف الاحتجاجات. وتقول مصادر خاصة ل"كَود"، ان يوسف قدور الذي توجه له اتهامات بالاشتغال مع المخابرات الاسبانية هو الذي كان احد المطالبين بوقف تبعية أئمة المساجد في مليلية للمغرب، وهي خطوة راج أن للمخابرات الجزائرية والإسبانية يد فيها، ارادت بها فك ارتباط مغاربة مليلية مع المغرب، سيما أن الدولة المغربية تقوم سنويا بإرسال وفود الحجاج من مليلية الى مكة، وتجعل الأئمة في مليلية يدعون فوق المنابر لملك البلاد محمد السادس، الأمر الذي جعل في حادثة سابقة، المدعو يوسف قدور ينتفض ويعتبر أن ملك البلاد هو خوان كارلوس آنذاك. وحسب ذات المصادر فيوسف قدور ومن حوله، كانوا مقربين سابقا من امحمد خليفة، احد اتباع الياس العماري، والذي قدمه العماري للملك على انه رئيس اتحاد مسلمي مليلية، لكنهم لاحقا سيتحولون لأعداء بسبب تعارض المصالح.