لقد اكتشفت العادة السرية وأنا أصلي. كان عمري حينها لايتجاوز أربعة عشر سنة، نحيفة مثل عود القصب، مرتعبة كقط شارد وذكية كبطلة في مسلسل كارطون. لم أكن أعرف التمرد أو قول لا، بل حتى الدفاع عن نفسي أمام إخوتي وأقراني لم أكن قادرة عليه. يمكنني، الآن، أن أنظر لنفسي، بمنظار بحار قديم، في اتجاه تلك المرحلة من تاريخ طفولتي، لأدرك أنني كنت طفلة ومراهقة انطوائية، بسبب هشاشة شخصيتي التي كانت مستعدة للذوبان في سائل الخوف، كما يذوب بسكويت في كأس شاي. وهكذا، عندما فرض علي أخي الصلاة خمس مرات في اليوم، والصوم يومي الاثنين والخميس ورمضان وستة أيام من شوال وصلوات النوافل والاستخارة وغيرها، كنت كثيرا ماأختلي بنفسي في غرفة الضيوف المستطيلة ذات "السدادر" الملحفة ب"طلامط " ملساء ومخدات صوفية بأحجام مستطيلة او طويلة نسميها "مزاود". في كل صلاة، كان أخي ينهرني ألا أصلي أمامه لأن جسد المرأة عورة حتى أمام أخيها وأبيها، وأنه علي الاختلاء بنفسي للصلاة حتى لا أتسبب في إثارة غرائز ذكور الأسرة وأنا أقوم بالركوع والسجود. هذا الكلام بالضبط، كان يلعب بمخيلتي الصغيرة المخصبة بما كنت ألتهمه من روايات وقصص وماأشاهده من أفلام على التلفزيون قبل أن يأتي زمن منعها نهائيا من طرف أخي، علي وعلى كل العائلة. فبدأت أطيل السجود، لأحس بلذة حسية جديدة وغريبة بين فخذي، كلما وضعت رأسي على الأرض ورفعت مؤخرتي النحيلة في وضعية مناسبة لسجود صحيح، أصبح بظري النابت يمنحني شحنات من الشهوة التي لم أعرفها من قبل، ثم تحول السجود للحظة استمناء دون لمس باليد، فقط بالاحتكاك بين الفخذين ، لأصل لرعشة حلوة ولذيذة يخفق بعدها قلبي بشدة ويتبلل مهبلي وتنزل منه مخاطات بيضاء، أكتشفها وأنا أعيد الوضوء للصلاة المقبلة. وقد أصبحت صلاة العشاء متبوعة بالشفع والوتر، هي أفضل لحظة لدي، لطولها وتعدد سجداتها. لم أتخيل يوما، أن أبوح بهذا لأحد، حتى لصديقاتي المحجبات المقربات، حينئذ، كن سينعتنني بالكفر والفجور ولربما أخبرن دائرة الإخوان المسلمين الذين سيخبرون أخي لتكون النتيجة عقابا من الضرب المبرح وكلاما جارحا ومزيدا من كسر جسمي وروحي الهشين بسبب هذا الدين ومن فرضه علي وعلى أخي المسكين...