في إشارة إلى جهود حثيثة لإيجاد أرضية للمصالحة الخليجية، قال وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، الجمعة 4 من ديسمبر، إنه "جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكدت فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبوا إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم". كما وجه الصباح الشكر إلى جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، "على الجهود القيمة التي بذلها مؤخرا في هذا الصد". ولم يتأخر التعليق القطري على لسان وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إذ قال: "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة". ثم جاء الرد السعودي، من خلال وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، في تغريدة: "ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة". وتشير تصريحات المسؤولين الخليجيين إلى دور أمريكي فاعل في التقريب بين وجهات نظر أطراف الأزمة. ويقود الجهود الأمريكية الأخيرة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، إذ قام الأسبوع الماضي بزيارة إلى السعودية التقى فيها بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم أعقبها بزيارة إلى قطر، حيث التقى بأميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتبدو أن إدارة الرئيس ترامب تحاول في مسعى أخير إنهاء ملف الأزمة الخليجية قبل مجيء إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن. وطبقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تريد إدارة ترامب من المملكة العربية السعودية فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية القطرية، والذي هو مغلق منذ بداية الأزمة الخليجية يونيو/حزيران 2017. ولم يتضح ما إذا كانت الإمارات العربية المتحدة، أقرب حلفاء السعودية خليجيا، منفتحة على مصالحة خليجية مع قطر، لكنه كان لافتنا للنظر عدم توجه كوشنر إلى الإمارات. كما لم يصدر عن أبو ظبي أي تعليق على حديث وزير الخارجية الكويتي. إلا أن وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: "نتعاون بشكل كامل مع شركائنا في ما يتعلق بهذه العملية ونرى احتمالات إيجابية للغاية باتجاه التوصل إلى اتفاق نهائي"، مضيفا أن "جميع الأطراف المعنية ستكون مشاركة في الحل النهائي". وفي ذات السياق أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية، لكنه رفض التكهن بموعد نهائي للوصول إلى اتفاق. وأضاف بومبيو أن واشنطن "ستواصل العمل لتسهيل المحادثات والحوار من أجل التوصل إلى حل". وقالت باربرا إيه ليف، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات العربية المتحدة والزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه إذا سمحت المملكة العربية السعودية برحلات جوية قطرية عبر مجالها الجوي "فمن الواضح أن ذلك سيكون بمثابة نصر للدوحة".