الزيار بدا كيرجع لكازا. ففي ظل مواصلة المدينة، بشكل شبه يومي، تحطيم الأرقام القياسية في عدد الإصابات والوفيات بفيروس (كورونا)، عادت السلطات المحلية والأمنية إلى فرض، بحزم وصرامة، الالتزام بالتدابير الوقائية بالوباء، وزجر المخالفين لمقتضيات قانون «الطوارئ الصحية» المعتمد لوقف زحف هذا العدوي غير المرئي. ففي نهاية هذا الأسبوع، أطلقت عملية مراقبة واسعة في المعاريف، تحت إشراف قائد المنطقة، للوقوف على مدى احترام الإجراءات الاحترازية الموصى بها لاحتواء الفيروس. وحسب المعطيات التي توفرت ل «كود»، فإن هذه الحملة أسفرت عن إغلاق، مؤقتا، عدد من صالونات التجميل والحلاقة، خاصة المتواجدة في المركب التجاري (توين سانتر)، وفضاءات تجارية أخرى، بعد رصد خروقات قانونية. وذكرت مصادر متطابقة للموقع أن هذه الخروقات تمثلت في قيام بعض هذه الصالونات بعدم الاقتصار على كل ما يتعلق بالشعر من تصفيف وصباغة وقص..، التي سمح بها بعد رفع «الحجر الصحي» الشامل، بل تقدم، خفية، كل ما له علاقة بخدمة التجميل، (طلاء أظافر) وتزيينها وطلائها، وتزيين الحواجب، العناية ببشرة الوجه..) للزبونات المترددات على هذه الفضاءات، والتي تقرر تعليقها لكونها من بين العمليات التي تبين بأنها تسهم في انتقال العدوى بالفيروش وتفشيه على نطاق أوسع. ويأتي هذا في وقت اتجهت السطات الأمنية إلى اعتماد إجراءات إضافية لوقف زحف الوباء، ومنها إغلاق عدد من الشوارع قبل سريان مفعول إجراء «حظر التجوال الليلي». وقد شمل هذا التدبير الشارع المؤدي إلى كورنش عين الذئاب، الذي يشهد نهاية كل أسبوع توافد أفواج بشرية كبيرة عليه، وشوارع آخرى مثل الروداني والمسيرة... وكانت الحكومة أعلنت، أخيرا، عن اعتماد استراتيجية جديدة للسيطر على التطور المقلق للوضع الوبائي بالعاصمة الاقتصادية، والتي تضمنت عدة إجراءات تمثلت في منع جميع أشكال التنقل الليلي ما بين الساعة 9 مساء والسادسة صباحا، باستثناء التنقلات لأسباب صحية ومهنية، وإلزامية التوفر على رخصة استثنائية للتنقل من وإلى العمالات والأقاليم المذكورة، مسلمة من طرف السلطات المحلية المختصة، وإغلاق ملاعب القرب والمنتزهات. كما شملت أيضا إغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة 8 مساء، وإغلاق جميع المتاجر والمحلات التجارية الكبرى على الساعة 8 مساء، وتوقيف التنقل عبر حافلات النقل العمومي والطرامواي، على الساعة التاسعة مساء، وإغلاق أسواق القرب على الساعة 3 زوالا، وتشجيع العمل عن بعد، في الحالات التي تسمح بذلك. وأشار بلاغ صدر في هذا الشأن أنه سيجري الإبقاء على جميع التدابير الاحترازية المعمول بها سابقا، من إغلاق للحمامات وقاعات الرياضة، ومنع التجمعات التي يفوق عدد أفرادها 10 أشخاص.