[email protected] أماطت معطيات تحصلت عليها “كود” عن حصد الدبلوماسية المغربية لنجاح باعر على مستوى عضوية المنظمات الإقليمية والدولية، إذ بلغت في المجمل نسبة 100 ٪ في سنة 2019. وتشير المعطيات أن الديلوماسية المغربية تبنت مقاربة متعددة الأطراف كرافعة للعمل الدبلوماسي في سبيل الذود عن مصالح المملكة الاستراتيجية، وتمكين المملكة من صورتها الإشعاعية على المستويين الإقليمي والدولي، وتأمين حضورها فيها بشكل يتسق ومكانتها بتوجيهات من الملك محمد السادس، وعمل وتعبئة كبيرة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج تجسد عبر سلسلة حملات لدعم الترشيحات المغربية والخبراء المغاربة. ومهدت الثقة التي تحظى بها المملكة على المستوى العالمي، بالنظر للإستقرار الذي تنعم به وخبرتها، حيث تمكنت من الفوز بشرف استضافة الدورة 24 للجمعية العامة الرابعة والعشرين للمنظمة العالمية للسياحة التي ستنظم سنة 2021 بمراكش، بعد حصول المملكة على 76 صوتًا مقابل 13صوتا لكينيا و15 للفلبين، وذلك خلال الانتخابات التي أجريت يوم 12 شتنبر 2019، بسانت بترسبورغ بروسيا. ومن جانب آخر تميزت سنة 2019 بتجسيد المملكة لدورها الفعال داخل الهيئات التابعة للأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة والمنتديات التابعة لها، إذ تم إعادة انتخاب السفير الممثل الدائم لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، في 15 أكتوبر، للمرة الثانية على التوالي نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ورئيس القسم الإنساني لدورة 2020، بناء على توصية من المجموعة الافريقية في نيويورك، وذلك للمرة الأولى من نوعها، اعترافاً بالمبادرات التي استلهمها المغرب خلال رئاسته لدورة 2019 والتي تزامنت مع الذكرى 70 لاتفاقيات جنيف بشأن القانون الدولي الإنساني، وكذا اعترافا بالدور المغربي الفاعل في افريقيا، والتي جعلها صنوانا للمناقشات الجارية في القسم الإنساني بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي. وتمكنت الدبلوماسية المغربية في ذات السياق من تأمين انتخاب السفير الممثل الدائم لدى الأممالمتحدة السيد عمر هلال، عن طريق التزكية، رئيسا لجنة الإعلام التابعة للأمم المتحدة لسنتين (2019-2020)، يوم 29 أبريل 2019 في نيويورك، حيث تُشرف اللجنة على القضايا المتعلقة بالأخبار العامة والنشر والتغطية الإعلامية لأنشطة الأممالمتحدة ومبادراتها، بالإضافة لانتخاب السفير الممثل الدائم لدى الأممالمتحدة، عمر هلال ، في 12 أبريل 2019، رئيسا للمجلس التنفيذي لليونيسيف لسنة 2019، إذ يأتي ذلك للاشادة بالدور الدي تلعبه المملكة المغربية داخل الأممالمتحدة ووكالاتها والتزامها المستمر بحقوق الطفل. وفي ذات السياق تم انتخاب المغرب لأول مرة بتاريخ 15 يناير 2019، في شخص القاضي مصطفى البعاج، قاضيا في الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية من المحكمتين الجنائيتين الدوليتين لرواندا ويوغوسلافيا السابقة ، إذ تعد هيئة قضائية أنشأها مجلس الأمن للاضطلاع بعدد معين من المهام الاساسية ضرورية لهاتين المحكمتين بعد نهاية ولايتهما، فضلا عن انتخاب مرشح المغرب من بين عشر قضاة من دول أوروبية وأمريكية وإفريقية وآسيوية، حيث يشكل هذا التتويج، الذي جاء بعد7 جولات من التصويت، تكريسًا جديدًا للجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز قيم العدالة واحترام القانون، والإعتراف بالكفاءة العالية و المهنية التي يتمتع بها القضاة المغاربة. وفي 7 ماي 2019 تم انتخاب المغرب عضوا في لجنة المخدرات التابع للأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، إذ تعد اللجنة جهازا أمميا يروم اتخاذ القرارات في قضايا المخدرات، بينما تعتبر الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات آلية الأممالمتحدة تضمن امتثال الدول للالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية لمراقبة المخدرات، بحيث سيمثل البروفسور جلال توفيق المغرب في الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات. وفي الفترة مابين 20 و22 مارس 2019 إنتُخب المغرب بالتزكية، نائبا لرئيس مؤتمر الأممالمتحدة رفيع المستوى حول التعاون جنوب- الجنوب المنعقد في بوينس آيرس من 20 إلى 22 مارس 2019، وهي أهم تظاهرة حول التعاون جنوب -جنوب، إذ عكس ذلك ريادة المغرب إفريقيا في مجال التعاون جنوب -جنوب، والذي يعتبر ركيزة رئيسية لسياسته الخارجية. وفي 27 ماي 2019 كرست الدبلوماسبة المغربية تفوقها على المستوى الدولي من خلال انتخاب المغرب، بالتزكية عضوا بالمجلس التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأممالمتحدة) من طرف الدورة الأولى للجمعية العامة لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، بحيث جاء الانتخاب ليعكس الاعتراف الدولي بالدور المهام للمملكة في تطوير وتنفيذ استراتيجيات الأممالمتحدة للتنمية الحضرية المستدامة، فضلا عن التفاني في الجهود المبذولة في إطار البرامج الوطنية التي وضعت وفقا للتوجيهات الملكية السامية ورؤية الملك محمد السادس لتحسين ظروف السكن ومكافحة الاسكان غير اللائق. وفي العاشر من يونيو 2019 بنيويورك، تم انتخاب المغرب، في شخص محمد شريف، عضوا بلجنة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، الشيء الذي إعتُبر اعترافًا دوليًا بالمساعي المغربية ودورها في لطحماية حقوق المهاجرين والحفاظ عليها، بناءً على رؤية الملك محمد السادس، المستندة على توجه استراتيجي للهجرة أساسه القيم الإنسانية، والتضامن، والاستقبال، وادماج المهاجرين، علاوة على انتخاب المغرب، في شخص محمد آيات، رئيسا للجنة الأممالمتحدة المعنية بالاختفاء القسري. وعلى مستوى هيئات السلامة والأمن الدوليين، إنتخب المغرب، بالإجماع، في بوينس آيرس بالأرجنتين يوم 7 يونيو 2019، كمنسق لمجموعة التنفيذ والتقييم (IAG) للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، وهي منصبة تعاون أُحدثت بمبادرة من الرئيسين الأمريكي والروسي سنة 2006، وتجمع 89 دولة تسعى لتعزيز القدرات الوطنية والدولية لمكافحة جميع تهديدات أعمال الإرهاب النووي والإشعاعي، إذ سيُمثل المملكة رضوان حسيني، مدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، تتويجا للاستراتيجية التي اعتمدتها المملكة في مكافحة الإرهاب النووي وانتشار أسلحة الدمار الشامل. وعلى صعيد متصل في سنة 2019، تم انتخاب الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى المنظمات الدولية في فيينا السفير عز الدين فرحان، نائبا لرئيس المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ممثلا عن أفريقيا ( الوكالة الدولية للطاقة الذرية) في دورتها الثالثة والستين (16-20 سبتمبر 2019) وفي دورتها الاستثنائية المنعقدة في 03 ديسمبر 2019، حيث شكل الانتخاب لمنصب نائب رئيس الهيئة التقريرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية اعترافا بالمساهمة الكبيرة والمستمرة للمغرب في أنشطة الوكالة وبالجهود الدولية الرامية إلى تعزيز النظام الدولي للأمن والسلامة النووية والإشعاعية. وفي شتنبر من نفس السنة تم انتخاب المغرب، في شخص مرابط خمار، المدير العام للوكالة المغربية للسلامة والأمن النووي والإشعاعي، كرئيس لمنتدى هيئات الأمن والسلامة النووية والإشعاعية في افريقيا، على هامش أشغال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شتنبر2019، والذي يضم حاليا 35 دولة افرييقية تتوخى تبادل الخبرات و المعرفة و الدروس المستفادة في مجال تطوير القدرات التنظيمية والرقابية ، وفقا للمبادئ التوجيهية والمعايير الدولية. وبتاريخ 29 نونبر 2019، تم إنتخاب المملكة المغربية للولاية الرابعة عشرة منذ 1992، كعضو من بين الأربعين عضوا الدي يتكون منهم مجلس المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بضمان سلامة وأمن النقل البحري والتحدير من تلوث البحار بواسطة السفن، إذ عززت الانتخابات مكانة المملكة كدولة بحرية كبيرة من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتقاليدها البحرية الطويلة ومواردها وإمكاناتها البحرية التي كرست نفسها على الساحة الدولية بفضل التقدم الكبير الذي احرزه المغرب بفضل توجيهات الملك محمد السادس نصره الله في مختلف المجالات المتعلقة بالبيئة البحرية. وإمتدت إنجازات الدبلوماسبة المغربية لتشمل الهيئات ذات الطابع الاقتصادي، ليتم انتخاب المغرب بالإجماع، يوم 3 أكتوبر 2019، في جنيف، لرئاسة الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، لسنتين 2019-2021، حيث تولاها عمر زنيبر، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة، ليُحيل الإنتخاب على الثقة في الدبلوماسية المغربية وفي قدرتها على تسيير المفاوضات والمشاورات الدولية بخصوص السياسات والمعايير المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع الصناعية و مختلف أشكال التعبير الثقافي والفني وغيرها من أشكال الإبداع والابتكار. وفي سياق متصل بسنة 2019، جرى انتخاب المغرب أيضًا عضوا في هيئتين للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهما لجنة التنسيق ولجنة البرنامج والميزانية، فضلا عن نائب رئيس معاهدة مراكش لتيسير ولوج المكفوفين وضعاف البصر والأشخاص الذين يعانون من صعوبات أخرى في قراءة النصوص المطبوعة. وبتاريخ 12 شتنبر 2019، في سانت بطرسبورغ، تم إنتخاب المملكة كنائب لرئيس اللجنة الإقليمية لإفريقيا التابعة لمنظمة السياحة العالمية، وهي مؤسسة مرجعية تابعة للأمم المتحدة تسعى لتطوير وإنعاش الصناعة السياحة العالمية بوصفها محركا للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة والاستدامة البيئية، بالإضافة لإنتخابها بالإجماع عضوا في لجنة الإحصاء والتحليل الماكرو اقتصاد للسياحة و في لجنة الميزانية التابعة للجنة المذكورة، وتزكيتها في 20 مارس 2019، بمراكش، لرئاسة مكتب الدورة 52 لمؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية للجنة الاقتصادية لإفريقيا. وفيما يخص الهيئات المرتبطة بالتنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، جرى انتخاب المغرب ممثلا بعمر الشافكي، مدير الأرصاد الجوية الوطنية، بالتزكية عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لمدة أربع سنوات، خلال المؤتمر العالمي الثامن عشر للأرصاد الجوية المنعقد في جنيف يوم 13 يونيو 2019 . وتم انتخاب المغرب بعد نهاية ولايته لرئاسة المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العديد من هياكلها وهيئاتها الفرعية المتخصصة في العلوم الطبيعية ، والبحوث ، والتنمية المستدامة والثقافة، حيث يتسق حفاظه على وجوده داخل اليونسكو مع السياسات الوطنية المستلهمة في مجالات التنمية المستدامة وحماية البيئة بجميع أشكالها. كما جرى إنتخابه في اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية، والمجلس الحكومي الدولي للبرنامج الهيدرولوجي الدولي المخصص للتعاون العلمي والبحثي في مجال تدبير وتقييم الموارد المائية، والمجلس التنسيقي الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي المخصص للبحث متعدد التخصصات (العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والاقتصاد والتعليم) الرامي الى تحسين البيئات البشرية والحفاظ على النظم الإيكولوجية الطبيعية والحد من ضياع التنوع البيولوجي، وفي لجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، بحيث تتألف من 12 عضوًا مكلفين بالإشراف على تنفيذ الاتفاقية الدولية حول حماية الملكية الثقافية ذات قيمة وطنية وإقليمية و عالمية وذات الأهمية خاصة للإنسانية في أوقات النزاع المسلح. وعلى مستوى المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، حازت المملكة على رئاسة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، في الانتخابات التي جرت في دوربن (جنوب إفريقيا) في 15 نونبر 2019، من خلتل تمثيلها بمحمد بودرة، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس البلدية وعمدة مدينة الحسيمة. وكرست الدبلوماسية المغربية علو كعبها على مستوى المؤسسات الإفريقية منذ العودة لمنظمة الإتحاد الإفريقي في سنة 2019، حيث تم انتخاب المغرب داخل اربع لجان فرعية تابعة للجنة الممثلين الدائمين المعتمدين لدى الاتحاد، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة الأنشطة اليومية للاتحاد الأفريقي نيابة عن المؤتمر والمجلس التنفيذ، اولا كنائب أول لرئيس لجنة التدقيق، المسؤول عن مساعدة الاتحاد الأفريقي في معالجة البيانات المالية والرقابة الداخلية والتدقيق والامتثال للقواعد والقوانين، ورئيسا للجنة الفرعية للقواعد والمعايير و وثائق التفويض، ونائبا ثالثا لرئيس اللجنة الفرعية للبيئة. وتمكنت أسماء مغربية سنة 2019 من معانقة مناصب دولية هامة، حيث تم تعيين جواد محجور في مارس 2019، كمساعد للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، المسؤول عن برنامج إدارة الطوارئ، ونجاة رشدي في مارس الماضي، كمستشارة إنسانية رئيسية لمبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، وتعيين محمد بلعيش كممثل خاص للمنظمة الأفريقية في السودان في 30 أبريل 2019، خلال اجتماع مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الافريقي، في تونس.