هل الأمر يتعلق بكتاب التليدي أم كتاب ابن كيران؟ مقدمة الكتاب التي كتبها بلال التليدي، تقول بأن الأستاذ عبد الإله بنكيران اقترح عليه أن يعيد صياغة تدخلاته الخمسة حول القانون الإطار والتي بثت بشكل مباشر في مناسبات مختلفة على صفحته في الفايسبوك، وأن الكاتب قام بتجميع الكلمات وتركيبها بتحرر من من استقلال التدخلات بموضوعها وزمنها، وأن ما كان يهمه هو تركيب الحجج حجج ابن كيران ضد فرنسة التعليم وبيان مخاطر هذا الاختيار على الدولة والمجتمع وعلى المنظومة التربوية. كما حاول الكاتب من خلال صياغة هذه التدخلات توثيق اللحظة الخلافية داخل “العدالة والتنمية”، والنقاش السياسي الذي أطر به عبد الإله بن كيران الموضوع، فرصد حجج ابن كيران السياسية ي مناقشة القيادة السياسية لحزبه، مبينا رؤيته ومنهجه في تفكيك اللحظة السياسية بكل تفاصيلها، ودراسة أثر المواقف المتخذة، وطرح الخيارات البديلة، للبقاء في المعادلات البراغماتية المرسومة. ويتضمن كتاب ابن كيران، الذي أعده التليدي للنشر، مقدمة حاول فيها ابن كيران رفع الخلط والالتباس بين لغة التدريس وتدريس اللغات، يتلوها حديث مفصل منه عن سياق إعداد القانون الإطار ومسار الانزياح عن التوافق حول لغة التدريس، ثم يدخل في مناقشة فرنسة التعليم مرتكزا على خمسة حجج أساسية، فحسب ابن كيران ففرنسة التعليم تمثل إعاقة خطيرة للتعلم في مراحله المفصلية، وأنها ستخلق نموذجا لتعليم تمييزي سيفشل المنظومة التربوية، وأن الدول الصاعدة اعتمدت لغتها الوطنية في التدريس، ولا وجود لأي دولة استندت في نهضتها على لغة غيرها، وأن فرنسة التعليم تتطلب إمكانات ضخمة غير متوفرة، وأن فرنسة التعليم ستؤدي إلى القطيعة والانسلاخ عن الهوية الذي سيحصل بفرنسة التدريس. ويتضمن المحور الثاني من هذا الكتاب، فصلا خاصا بترشيد الموقف السياسي من قضية لغة التدريس، حاول فيه تقديم سياسية قوية لمواقف قيادة حزبه العدالة والتنمية وذلك منذ دخول مشروع القانون الإطار إلى قبة البرلبمان، إلى التصويت عليه، واتخاذ الحزب موقف الامتناع في التصويت على المادتين 2 و 31 ، معتبرا أن ما فعلته القيادة يمثل خطأ جسيما يتعارض مع مبادئ الحزب ورؤيته المذهبية.