ليس من الدين في شيء أن نترك التحكم يختنق. بل يجب إنقاذه. يجب تقديم يد العون له. يجب مساعدته كي يعود إلى الحياة. يجب أن نكون إنسانيين في حزب العدالة والتنمية. وقد كلف حزب الأصالة والمعاصرة السلطة غاليا. وكم أنفق المغرب عليه. وكم استثمرنا فيه. وكم راهنت الدولة عليه. وكم من الطاقات اشتغلت فيه كي تقضي علينا. وكم اجتمعت فيه من مصالح وأطماع متناقضة. ومن الحكمة أن لا نفرط فيه. وأن نحتفظ به. وندعمه. ونشتغل معه. ونقويه. ومن المصلحة الوطنية أن نرمي للتحكم طوق النجاة. وأن ننقذه من الغرق. وأن نعيد إليه الاعتبار. وأن نرسكله. ونوظفه من أجل الصالح العام. ومن أجل تنمية الجهة. و المغرب عموما. وأن نبيض صفحته. ومن أخلاق المسلم مساعدة من يلفظ أنفاسه الأخيرة وإعادة الاعتبار إليه. وقد يموت. ويقولون إن حزب العدالة والتنمية هو السبب. وقد يتهموننا بالتحريض على الإرهاب. وبقتل التحكم. ولذلك يجب أن لا نترك لهم الفرصة. ويجب الانصهار في التحكم. يجب الحلول فيه. فنحن لسنا ضده. ولم نكن يوما كذلك. ولا مشكلة لنا في الأصل مع التحكم ولا مع حزبه. وقد عارضناه لأنه كان يحاربنا. ولأنه تأسس كي يقضي علينا. وليس لشيء آخر. وليس كي نحارب الفساد. لا. لا. ليس من أجل هذا. ومن نحن كي نحارب الفساد. ولسنا مغفلين كي نفعل ذلك. ولسنا سذجا كي نحارب هذا الوحش القوي. وليس كما تتوهمون أيها الوثوقيون. وأيها الاستئصاليون الجدد الذين كنتم تخططون للقضاء على التحكم. أما الآن. أما بعد أن ذهب إلياس العمري. وتوقف خطاب التخويف من”أخننة الدولة”. أما بعد أن تخلصنا من عبد الإله بنكيران. أما بعد أن خلا لنا الجو. فإنه لم يعد من عائق كي نرتمي في أحضان التحكم. وأن نبعث فيه الحياة. وأن نمنحه المصداقية. وأن نحييه من جديد. وأن نقول للمواطن أن كل الأحزاب متاشبهة. وأننا خدعناكم بشعاراتنا. وقد حان الوقت كي يعرف الجميع أنه لا أحلى من التحكم. وأنه ضروري. وأن لا حياة في المغرب بدونه. وأنه يتلون. وفي كل مرحلة تكون له صورة. وأنه من المكن أن نعيش معا في وطن واحد. وفي ديمقراطية واحدة. وأن نحب بعضنا البعض. ونستفيد معا. ونأكل معا. وفي هذا فائدة لكل المغاربة. ولنا نحن بالخصوص. فلا فرق. لا فرق أبدا بين كل الأحزاب المغربية. وكلنا نحب بعضنا البعض في الحكومة. وفي الجهات. ومن الآن فصاعدا لا صراع بيننا وبين التحكم. ولا خلافات. ولا صدام. وأي شيء نحصل عليه نقتسمه بيننا. وللتحكم نصيبه. ولنا نصيبنا. وطز في السياسة. وفي الأحزاب. وفي القيم. وفي اختلاف الأفكار والمشاريع. طز في الشعارات. ويجب أن تكونوا حالمين كي تفكروا في المشاريع المجتمعية. والسياسية. وفي اليمين. وفي اليسار. وكي تصدقوا كل هذا اللغط. هذا خطاب قديم ولم يعد ينفع الآن. فلا فرق. لا فرق بالمطلق بيننا. كلنا واحد. كلنا أبناء التحكم. وعلى الأبناء أن يتوحدوا. ويتقاسموا أي كعكة. أما الانتخابات فمازالت بعيدة وبعد سنة من الآن وحين سيحين موعدها سيكون لنا حديث آخر ولا بأس حينها أن ندغدكم ونخدعكم ونحارب التحكم من جديد ونخنقه. فلا أسهل من هذه اللعبة. وقد جربناها. ونجحت. وها نحن بفضلها في الحكومة. وفي معظم المدن. وفي الجهات. وها نحن مع التحكم في جهة طنجة. وبعد ان انتزعها منا. ها هو يشركنا معه فيها. وها نحن نسترجع ما ضاع منا. دون توتر. ودون صداع رأس. ودون حروب. وفي ظل الاستقرار. ومن الآن فصاعدا. فلا سياسة إلا سياسة الحب. وأينما كنت يا تحكم فقلوبنا مشرعة وأحضاننا مفتوحة فتعال إلينا وإن لم تأت. وإن ترددت. فنحن من سيذهب إليك. يا جميل يا رائع يا أحلى تحكم في الكون.