حتى حنا مثل لبنان لا فرق.. عندنا الزين وفتيات جميلات واشمات في الكتف لابسات جينز محفور ونهود ثورية بدون سيليكون وأحزاب فقدت ثقة الشعب والفساد والبطالة.. الغنى الفاحش وأجور الوزراء وضريبة تقاعدهم .. وغلاء الجعة وبيزنيس لخوانجية وحصص طائفية موزعة.. نملك ما شاء الله بورجوازية ريعية متعفنة مفششة مدللة وإقطاعا يشبه الإقطاع الذي تحدث عنه كارل ماركس و منجميون ديال إميل زولا.. ناقصة حاجة وحدة..هي الخروج للشارع والمظاهرات الموسيقية والرقص والغناء والنهود الشامخات..و كيلين كلن.. الفرق ليس شاسعا بين لبنان والمغرب.. هواء البحر الابيض المتوسط يجمعنا. وسامة شعب رجالا ونساء.. جبران خليل جبران وشعر أنسي الحاج المتمرد الفاتن وفيروز والفقر الكافر لزياد الرحباني يقربنا ويجمعنا.. أنا مش كافر لكن الجوع كافر.. أنا مش كافر بس الفقر كافر والذل كافر.. يا لي بيصلي الأحد ..ويا لي بيصلي الجمعة.. و قاعد يفلح فينا ..على طوووول الجمعااا.. توحدنا ملاحم صباح الشحرورة الرائعة .. لا أتصور أن إمرأة أخرى ستعيش بعد اليوم ما عاشته صباح.. لبنان تشبهنا في الجبل والأرز والحشيش وإيتيكيت أهل مدننا العريقة التاريخية الأمبريال.. أما عبد الإله بلقزيز فيعتقد سهوا بعض القراء أنه من بيروت وليس مراكشيا.. لماذا لا نتعرى في الشارع ونرقص ونغني ونرفع رايات المغرب مثلما فعل شباب لبنانيون ولبنانيات .. العلم المغربي وليس رايات العراق وفلسطين وتونس والصومال كما وقع في حركة 20 فبراير التي أنضجت الفاكهة ليقطفها الإخوان المسلمون فقط.. لبنان لها نظام طائفي صار يعرقل كل تطور للبلد ..لكن حفرة الطائفية السحيقة يصعب جدا الخروج منها .. لها حصصها الموزعة وزيعة بين أعيان القبائل السياسية والدينية والمذهبية ولها ” كوطاتها ” المعترف بها في الدستور وفي وصايا إتفاقية الطائف. نحن أيضا لنا طائفية عرفية وحزبية بدون دستور ولا إتفاقيات.. الجماهير صارت معبرا وقنطرة ” القوى الديمقراطية” نحو المزرعة السعيدة.. بين لبنان والمغرب مارسيل خليفة وإيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة و مي زيادة وهدى بركات وأمين معلوف الذي كتب عن فاس بعظمة راقية.. بين المغرب ولبنان تقارب الأرض والطبيعة وحسين مروة وماركسية مهدي عامل التي حفظها طلبة ظهر المهراز قبل أن يحفظوا دروسهم.. شكون من جيلي لم يقرأ “مقدمات نظرية” و”الدولة والطائفية” ويعيدها دون أن يفهم.. مهدي عامل الذي إغتالته أيادي خبيثة مجرمة كان مثالنا وقطبنا الثوري لكنه كان مثل الخطيبي غامضا في تعبيره .. بالرغم سحقا للرجعية قرأناه.. بين لبنان والمغرب هند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب في مسلسل هز مشاعر المغاربة: عازف الليل.. كان يكفي أن نسمع الموسيقى التصويرية التي أعدها إلياس الرحباني فتفتح لنا موانئ لبنان.. بين المغرب ولبنان الروائي رشيد الضعيف و وديع سعادة الذي ضاق به المقام فهاجر بعيدا إلى إستراليا. في فترة كان يكفي وضع كلمة بيروت على غلاف كتاب كأنك تصنع “البوز” ولو كان ما نشر عاديا جدا.. كان لبيروت ولا زال سحرا خاصا في معناها و تمثلاتها.. إنها ثورة طليعية.. برونشي..لكن بدون قيادة.. القيادة يشغلها الغنيمة وحصتي عفتي.. إنها ثورة.. إنها مهرجان.. لعلها حفلة جماهيرية متنكرة