اعتمدت وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الخميس، خارطة طريق جديدة تتعلق بالمجال الرقمي، حيث ستدمج الذكاء الاصطناعي في مسلسل إنتاج جزء من محتوياتها. وجرى الكشف عن خارطة الطريق هاته، في ختام ندوة نظمت بمراكش على مدى يومين (2 و3 أكتوبر)، والتي شارك فيها أعضاء بالمجلس المديري لوكالة المغرب العربي للأنباء، منظمة بشراكة مع السيد دافيد سالينين، الخبير العالمي في تحول وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وتهدف المشاريع، التي صادق عليها أعضاء المجلس المديري، إلى تعزيز مساهمة الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتويات انسجاما مع آخر الممارسات الحالية في وسائل الإعلام الدولية، والتي يعد جزء كبير من محتوياتها ثمرة برمجيات يديرها الذكاء الاصطناعي. ويستجيب اللجوء إلى تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال وسائل الإعلام للبحث المستمر عن إنتاج محتويات بحجم أكبر وبتكلفة أقل وبقيمة مضافة عالية. كما يستجيب لضرورة تخصيص الموارد البشرية المتوفرة للمهام الأكثر تعقيدا والتي لا يستطيع العقل البشري لوحده إنجازها. وتعد مشاريع الذكاء الاصطناعي، البالغ عددها أربعة والمصادق عليها من لدن وكالة المغرب العربي للأنباء، الأولى ضمن سلسلة من مشاريع أخرى، محط تحديد ونقاش وإدراج، تمس كافة المهن وكل اتجاهات الوكالة، الملزمة، في المستقبل القريب، بإدماج الذكاء الاصطناعي في عملها اليومي. وتبعا لذلك، ستعمل هذه المشاريع على تحسين إنتاجية وكالة المغرب العربي للأنباء والرفع من رؤية محتوياتها عبر مجموع قنوات البث. وتهم هذه المشاريع الأولية الكتابة الآلية للقصاصات في مجالات خاصة (الرياضة والمالية)، والترجمة الآلية، وتثمين أرشيف الوكالة (النص والفيديو والتسجيل الصوتي والصور والرسوم البيانية) ونسخ التسجيلات الصوتية على شكل نص أو تحويل النصوص إلى صوت. ومكنت هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين، من تسليط الضوء على الرهانات الأساسية للذكاء الاصطناعي في مجال وسائل الإعلام، والفرص المتاحة لهذه التقنية، بهدف الرفع القوي من إنتاج المحتويات، في أشكالها المتعددة، بالإضافة إلى الوقت اللازم للصحفيين من أجل تحسين جودة هذه المحتويات. وسيمكن التشغيل الآلي لهذه المهام المتكررة بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي، من تقليص التكاليف وتوفير موارد إضافية لتنويع عروض المنتجات والخدمات وقيادة مشاريع ذات قيمة مضافة عالية. ولرفع تحدي إدماج الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتويات وكالة المغرب العربي للأنباء، يتعين على فرق الوكالة أن تعمل، بتفرد وابتكار، في إعداد هذه المحتويات، وفي اختيار زاوية معالجة المعلومة. وأظهرت النقاشات، التي ميزت هذين اليومين، أن المحمول يشكل عنصرا مفصليا في هذه المقاربة المبتكرة لإنتاج المحتويات والموجه، أساسا، لجمهور شاب (المحمول أولا). وأصبح مستخدمو المحمول مستهلكين رئيسيين للمعلومات المدرجة في أشكال تبتعد، يوما بعد يوم، عن الأشكال التقليدية. وأخذا في الاعتبار هذا المشهد الجديد، مكنت هذه الندوة من تسريع وعي الوكالة بضرورة التلاؤم مع الواقع الجديد الذي يضع المستهلك النهائي للمعلومة في صلب أي مسلسل لإنتاج معلومة ذات جودة. وسيتعين على الوكالة أن تعيد تمركز إنتاج محتوياتها وفق متطلبات القارئ أو المشاهد النهائي بهدف إثارة انتباهه وكسب وفائه. واستأثرت الجوانب المتصلة بأخلاقيات العمل الصحفي في حقبة الذكاء الاصطناعي بحيز كبير من النقاشات خلال هذه الندوة، التي شهدت تدخلا، عبر تقنية الفيديو، لخبير آخر في المجال راكم تجربة تمتد لأربعة عقود من العمل الصحفي بوكالة الأنباء الأمريكية (أسوشيتد برس)، توماس كينت. وقاد المجلس المديري لوكالة المغربي العربي للأنباء، أيضا، تفكيرا معمقا حول رهانات الذكاء الاصطناعي في تدبير البيانات الضخمة والصور والفيديو وتعديل المحتويات وآثار هذه التقنية على تنظيم عمل الوكالة. وبإدماج الذكاء الاصطناعي، تكون وكالة المغرب العربي للأنباء قد بلغت مرحلة جديدة في مسيرة تنزيل خارطة طريقها الرقمية، المدرجة ضمن خطة الوكالة الاستراتيجية 2018-2022. ويواكب دافيد سالينين، الخبير الذي أدار ندوة الوكالة، عددا من وسائل الإعلام في سويسرا وفرنسا وبلجيكا، لاسيما في إطلاق استراتيجيات تثمين المحتويات واستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج وبث والنهوض بهذه المحتويات.