من المطرود في البام ومن الطارد. الطارد مطرود في حزب الأصالة والمعاصرة. والمطرود طارد. واليوم طرد حكيم بنشماس أحمد خشيشن من المكتب السياسي. وغدا قد يطردون حكيم بنشماس. لكن عن أي شيء يتصارعون في هذا الحزب. من يقول لنا عن أي شيء. وأي فكرة يختلفون حولها. وأي رهان لكل طرف. وأي مشروع. وأي خطاب سياسي. وأي توجه. وأي موقف من السلطة. وما الفرق بين الأمين العام وبين خصومه في البام. وماذا يريد عبد اللطيف وهبي بالضبط. من يشرح لنا ماذا يريد. وماذا تريد فاطمة الزهراء المنصوري وأحمد خشيشن. ومن منهم يرغب في أخذ مسافة من السلطة. ومن منهم يرغب في أن يقترب منها أكثر. ولا تستطيع أن تميز. ولا تستطيع أن تقول هذا الطرف على حق. إنهم يتشاجرون في ما بينهم فحسب. وكل فريق منهم ينصب الفخاخ للآخر. وكل فريق يريد أن يأخذ الحزب. ولا فكرة واحدة لهم. واولاد عبد الواحد كلهم واحد. بينما لا إشارة من السيد الوالد عبد الواحد. ولا تدخل منه. ولا محاولة منه لرأب الصدع. ولوقف الحرب بين الأبناء. والحال أن دور الأب كبير في هذا الحزب. ويتحمل كل المسؤولية. فهو لم يعلمهم كيف يعتمدون على أنفسهم. ولما أنجبهم. تخلى عنهم. وتركهم بلا سند. وبلا رب أسرة. وعادة. وحين يحدث صراع بين تيارين في حزب طبيعي. فالناس يتضامنون مع تيار من التيارين. ويميلون إلى خطاب محدد. ويتعاطفون مع جهة. لكن لا فرق بين المتصارعين في البام. ولا تستطيع التمييز بينهم. ومثل وهبي. مثل بنشماس. مثل اخشيشن. مثل المنصوري. كلها وجوه. والبام واحد. ولا ينتظر أحد شيئا منهم. ولا من بنشماس. ولا من غيره. وقد يطردهم الأمين العام. واحدا. واحدا. وقد يجمد عضويتهم جميعا. وقد يطردونه. لكن ماذا بعد. وأي تأثير للأصالة والمعاصرة وهو متخلى عنه. وحتى أصحابه لا يعرفون ما مصيرهم. وما المطلوب منهم. وقد يخرج بنشماس منتصرا. وقد ينتصر الذين يطالبون برحيله. لكن البام سيكون خاسرا في كل الحالات. وسوف يصل إلى الانتخابات منهكا. وبلا أعيان يعول عليهم. إن لم يتدخل الأب. وإن لم يقع اختيارهم على أمين عام فيسلوف ومفكر ويخاف منه الجميع. وتخطب وده الأحزاب. ولا يحتج عليه أحد. ولا أحد يساوره الشك في أنه صديق صديقي.