لن أذكر إلياس العمري بسوء. أنا ذكي. ولن أفعل ذلك. وغالبا سيعود إلياس العمري. كل المعطيات تدل على ذلك. ولن أغامر. ولن أحرق أوراقي. ولن أصطف إلى جانب معارضيه في الحزب. ولن أشارك في حملة إسقاطه. ولن أمنحهم كلمة مني مجانا. فكل شيء في البام بثمن. وهذا ليس زمن النضال. وغالبا سيعود أمينا عاما. وسيحملونه على الأكتاف. وعلي أن أتريث. ولن أقامر بموقفي منه. ولن أتسرع. ومن مصلحتي أن أكون الآن في صفه. وأن أمدحه. وأن أكون واضحا. وأن يعرف أني معه. فمن يدري. من يدري أي مشاريع صحفية سيطلقها. من يدري ماذا يهيء. وأي جديد يحمله معه. وربما راديو. وربما تلفزيون. وربما فيلم. وهي فرصة ليختارني. بعد أن خذله الذين عول عليهم في وقت سابق. من يدري أنها مرحلتي. وقد حانت. لأتألق. وحقيقة أتمنى ذلك. حقيقة أتمنى أن يعود. ليس لأن إلياس العمري جيد. وليس لأنه يساري سابق. وليس لأنه حداثي. وليس لأنه صديق صديقي. بل لسبب واحد. واحد فقط. أتمنى صادقا عودته. ليعود عبد اللطيف وهبي إلى حزب الطليعة. هذا ما أرغب فيه صراحة. ولا يعنيني أي شيء آخر في الأصالة والمعاصرة. حلمي أن يعود وهبي إلى الطليعة. وأن يعود كل عضو في البام إلى مكانه الطبيعي. وحينها سيتقلص وهبي. وسيعود إلى كتابة المقالات. وإلى النضال. وإلى الصراخ. وإلى ما كان يفعله في بداية الألفية. إلى النضال بلا أمل. ولا غاية. إلى النضال المجاني. الذي لا يؤدي إلى البرلمان. سيعود مثلنا جميعا. سيعود مثلنا جميعا كائنا مغربيا قادما من الماضي. قبل العصر الإسلامي الذي نعيشه الآن. سيعود تحفة مثلنا. ذكرى جميلة. ويمكنة أن يصبح زميلا لي. يكتب معي. ولأن كود فيها إسفاف وميوعة وميولات يمينية فأفضل له "لكم" لأنه موقع رصين. وصراحة. وبلا تحفظ. أنا مع إلياس العمري. وليس لغيرتي على الأصالة والمعاصرة. وليس لأني أرى هذا الحزب ضروريا. بل لأنه هو من جمعهم بداية. وجمع مسانديه. وجمع معارضيه. وعجنهم. وهو الذي أوكلت إليه هذه المهة. وهو الذي سهر عليهم الليالي. إلى أن اشتد عودهم. وليس من الأخلاق في شيء أن يعارضه أحد اليوم من داخل الحزب. فقد خلق إلياس كي لا يعارَض. وكلهم يعرفون هذه الحقيقة. لكني لا أعرف من أوحى لهم بهذه الفكرة. من هذا الذي أمرهم أن يعارضوه. وبفعلته هذه غير المدروسة بعناية يراكم أخطاء هذا الحزب. ولذلك فأفضل شيء يمكنه أن يقع هو أن يعود وهبي إلى الطليعة وأن يعود إلياس العمري إلى رفاقه في الحزب الاشتراكي الموحد. وإلى فصيل الديمقراطيين المستقلين. وإلى الحنين المزمن. وإلى النقاشات التي لا تنتهي. وإلى الخصومات. والاتهامات بالتحريفية. وإلى الانشقاقات التي لا تنتهي، وإلى الفصائل التي تلد الفصائل. وأن تعود سهيلة الريكي إلى الصحافة. زميلة لنا. كما كانت. تبحث عن الأخبار. وأن يعود كل عضو في البام إلى طبيعته. وأن يعود حكيم بنشماس إلى الزمن الجميل. وإلى الشعارات. آه. آه. على ذلك الزمن الجميل. وأن يعود الأغنياء والأعيان إلى أحزابهم المعروفة. وإلى أصولهم. بعد أن ضحوا بفترة من أعمارهم مضطرين. يجالسون أعداءهم الطبقيين. رغما عنهم. وبأوامر. ويجاملون الذين يسعون إلى الاشتراكية وإلى نزع ثرواتهم و ممتلكاتهم وأراضيهم. وتوزيعها على الفقراء. لكن ما الذي يجعلني أركز على الأستاذ وهبي. وهل أنا مسخر. وهل أخدم أجندة. وهل أنا مع إلياس العمري. حقيقة لا أعرف. بينما أرى حاجة حزب الطليعة إليه. بعد أن صار يشارك في الانتخابات. ولا يفوز. ووهبي يمتلك الآن من التجربة ما يكفي. وهو أملنا جميعا. رغم أني متأكد أنه لو عاد سيخسر. كما يخسر أي يساري دائما. ومع ذلك أحبذ عودته إلى أسرته. وأي يساري ليس مع إلياس العمري وحزب الأصالة والمعاصرة قدره الخسران الأبدي. وكم أتمنى أن يعود كل عضو في البام إلى حجمه ومكانه الطبيعيين. كم أتمنى أن ينقاشوا هذه النقطة في مجلسهم الوطني وأن يعود إلياس. ويعود وهبي. ويعود بنشماس. وتعود إلينا الزميلة سهلية. التي افتقدناها صراحة. ويعود الجميع إلى بيوتهم. وأحزابهم. ومقاهيهم. وهذا هو الحل. هذا هو الحل الوحيد. أما قصة معارضة عودة إلياس العمري من عدمها ففيها مضيعة للوقت. أما قصة النقاء الذي ظهر فجأة عند البعض فلن يصدقها أي مغفل أما قصة من الأمين العام وحكاية فكرة التأسيس النبيلة. فلن تنطلي على أحد. أما في حالة إذا ما قرر البام أن يبقى كما هو. مسنودا. وفوق الأحزاب. وكل مرة متهما بتناول المنشطات فأنا في هذه الحالة مع إلياس العمري. ومع عودته لنحارب معه الملل على الأقل ولنستمع إليه. ونتابع تدويناته. وننشغل بفك ألغازها. وكلي أملي أن يتذكر موقفي هذا ويكافئني عليه في وقت يتعرض فيه للخيانة ولإدارة الظهر ممن كانوا إلى أمس القريب يلهثون باسمه ويكتبون حوله الأساطير ومن جهتي لن أخذله وسأقف إلى جانبه إلى أن نقضي على الرجعية وعلى المد الظلامي ونقف سدا منيعا أمام"أخننة" الدولة.