لا. لا. لا. لا. لا. لا. ليس لدي ما أقول عن ادريس لشكر. ليس لي إلا أن أقول له برافو. لا. لا. لقد غلبني الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي. وليس لي إلا أن أرفع له القبعة. وأن أحييه. وأن أعترف له بحنكته. فأن يقنع المحامي محمد الهيني بأن يصبح اتحاديا هي ضربة معلم. ولن أبالغ إن وصفتها بصفقة القرن السياسية. وبخبطة الخبطات. وصراحة نحن نظلم كثيرا ادريس لشكر. وحين يحقق إنجازا كبيرا. نغض الطرف. ونمر عليه مرور الكرام. ولا نوليه الأهمية التي يستحق. ومن بين كل الاختيارات التي كانت أمامه. جاء بالرجل المناسب. جاء برمز من رموز المرحلة. جاء بمحمد الهيني ليقدم الإضافة النوعية لحزب الاتحاد الاشتراكي. وليزيده وهجا على وهج. جاء بالقشدة. جاء بالقاضي السابق العفيف الشريف. ولا شك أن الأحزاب كلها كانت تتنافس على من يفوز به. ومن يضمه إليه. قبل أن يسبقهم ادريس لشكر. ولا أدري كيف استطاع إقناعه. ولا أدري كيف أغراه. وفي وقت اكتفى الاستقلاليون بادريس بنهيمة. فإن الاتحاد الاشتراكي استقطب شخصية من العيار الثقيل. شخصية لها وزنها. وقادرة على أن تحدث الفارق. وقادرة على أن تعيد الحزب إلى سكته. وإلى جماهيره. وإلى زمنه الجميل. أما الذين يسخرون. أما الذين يعادون ادريس لشكر. ولا يعترفون له ببعد نظره. ويسيئون إليه. فإنهم يفعلون ذلك بدافع الحسد. وبسبب الغيرة. ليس إلا. وإنصافا له. ولمحمد الهيني. وبتأمل مسار هذا الأخير. وما قام به في السنوات الأخيرة. فإني أجزم أنه كان يتدرب ليصبح اتحاديا في اتحاد ادريس لشكر. وأنه صار يتوفر على كل شروط العضوية. وأن دماء اتحادية صارت تجري في عروقه. وأنه مناضل حقيقي. ولم يكن يحتاج إلا إلى هذا الانتماء. وقد استعد له. وأثبت في أكثر من مرة أنه جدير به. وهو يفترش الأرض ويلتهم المرق. وصحن المرق على صندوق. وهو يضع عصابة حمراء حول رأسه في صالون حميد المهداوي. وهو يدلي رجليه في الشارع. كأيها الناس. وسط الجماهير الشعبية. وربما تأخر الهيني كثيرا. فكل شيء فيه كان يدل على أنه اتحادي. وليس أي اتحاد. بل اتحاد ادريس لشكر. ولو دققنا النظر فيه. لاكتشفنا أوجه شبه كثيرة بينه وبين الكاتب الأول. وتشعر أنهما من نفس العائلة. وأن أشياء كثيرة مشتركة بينهما. وليس المهنة فحسب. بل نفس الرؤية إلى العالم. وإلى المغرب. وإلى السياسة. وقد وافق شن طبقة. ويا لحظ الاتحاديين به. ويا للأمل الذي سيمنحه لهم. و أجمل ما في هذا الحدث التاريخي. وأهم استفادة منه. هو أنه سيحرر كل الاتحاديين من أوهامهم. ومن مرض الحنين. كما سيؤكد لهم أن هذا الحزب لن يعود. ولن تقوم له قائمة. وهذا جيد. كيف يكفوا عن الانتظار. وكي ينصرفوا إلى ما ينفعهم. وبواقعية سياسية وبذكاء قل نظيره ها هو ادريس لشكر يعطيهم الدليل القاطع ملهبا المنافسة ومحذرا خصومه من أنه على أهبة الاستعداد ل2021 معززا صفوفه بمحمد الهيني ومستعدا للاكتساح الكبير مخرجا الورقة الرابحة التي لم يكن يتوقعها أحد والتي ستجعل لا محالة عزيز أخنوش ونزار بركة والعثماني يعيدون كل حساباتهم. ويضربون ألف حساب للاتحاد الاشتراكي.