فشلت الأغلبية في الحكومة والبرلمان في الصمود أمام التأثير السياسية التي أحدثتها كلمة عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، مساء يوم الأحد 31 مارس 2019، عندما طالب فريق “العدالة والتنمية” بمجلس النواب بعدم التصويت لصالح مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بإصلاح التعليم. في هذا الصدد كشف زعيم حزب حكومي في تصريح ل”كود” أن الأغلبية وقعت في فخ بنكيران، حيث لم تستطيع الالتزام بقرارها السابق الذي ينص على تمرير القانون الإطار في دورة استثنائية في البرلمان ابتداء من يوم الثلاثاء 2 أبريل الجاري، حيث اتضح جليا أن التصويت على هذا المشروع سيكون بعد انتخاب هياكل الغرفة الأولى. وحسب مصدر مطلع فإن فشل الأغلبية الحكومية في تمرير القانون الإطار في الدورة الاستثنائية، دليل قاطع على تشرذم التحالف الحكومي ودق مسمار “اللاثقة” في نعش “الأغلبية الهشة”. وخاط بنكيران، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، ليلة الأحد الماضي، بالقول :”إنه لا يجب أن يكون الاستقلاليون قد نالوا شرف تعريب المواد العلمية قبل ثلاثين سنة وينال هو عار إعادة فَرنَسَتِها. وزاد بنكيران، في مقطع من كلمته المصوّرة خصصه للعثماني: “الله يهنيها رئاسة الحكومة، وهل أنت أول رئيس حكومة سقط؟”، واصفا رفضه دخول الأحزاب الأربعة، الذي سبّب “البلوكاج الحكومي”، بكونه أهون مما يقع اليوم. وقال بنكيران للعثماني إنه إذا خرج اليوم من الحكومة سيخرج برأسه مرفوعا، ولكنه إذا بقي فلن يستطيع أن يرفع رأسه أمام المغاربة؛ لأن ما يتم اليوم إذا مُرّر، وطُبِّق، سيفشل، ولو كان سيعطي نتيجة اليوم لما غُيِّرَ منذ ثلاثين سنة، عندما كان لا يزال يوجد بالمغرب الأساتذة الفرنسيون، والأساتذة الذين يتقنون الفرنسية، فكيف ذلك وكثير من أساتذة العلوم اليوم لا يتقنون هذه اللغة؟. وفشل رئيس الحكومة، خلال اجتماع الأغلبية الحكومية الأخير، في إقناع حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بضرورة بالتصويت على مشروع القانون الإطار، رغم تنازل البيجيدي عن التصويت على المادة 31 من مشروع القانون الإطار، وذلك عبر التصويت بالامتناع. وبذلك يكون “لايف” بنكيران هزم الحكومة والبرلمان في سابقة من نوعها في تاريخ العمل التشريعي والتنفيذي بالمغرب.