[email protected] علمت “كود” أن زعماء الأحزاب السياسية (معارضة وأغلبية) ورئيس الحكومة ومعهم مؤسسات المجتمع المدني وفاعلين اقتصاديين، ينتظرون تعيين اللجنة الملكية المكلفة بصياغة النموذج التنموي الجديد، وذلك فشل الأغلبية في التوافق حول طريقة صياغة هذا النموذج. وأفادت مصادر “كود” أن هناك أحزاب انتهت من تصورها للنموذج، منها أحزاب رئيسية في الأغلبية الحكومية (البيجيدي والاحرار والتقدم والاشتراكية..)، كما أن رئيس الحكومة انتهى من إنجاز تصوره للنموذج التنموي بعد مشاورات مع مختلف القطاعات الحكومية، حيث تنتظر تقديمه إلى اللجنة الملكية المنتظر تعيينها في القريب العاجل من طرف الملك محمد السادس. وحسب مصادر “كود” فإن هذه اللجنة شبيهة بلجنة صياغة دستور 2011، حيث ستشمل جميع الأطياف والاراء. كشف مصدر حكومي مطلع ل”كود” حقيقة التصور الذي تقدم به سعد الدين العثماني رئيس الحكومة لأعضاء الحكومة من أجل بلورة تصوره النموذج التنموي الجديد، حيث أكد أن “العثماني جاب أرضية قدمها لأعضاء الحكومة وكاين لي اعترض عليها لكن تبقى تصور ديال رئيس الحكومة كيفما كاين تصور مؤسسات اخرى غادي تقدمو للجنة لي غادي يعينها الملك”. يشار بلي أعضاء من الحكومة محسوبي على حزبي الاحرار والاتحاد الاشتراكي رفضوا خطوة العثماني ووصفوها ب”الانفرادية”، لكن حسب مصدر مقرب من العثماني فإن “هذه ليست خطة وانما تصور يخص رئيس الحكومة”. وبخصوص ما اذا هناك لقاء للأغلبية الحكومية هذه الايام بخصوص النموذج التنموي، قال مصدر من الأغلبية ل”كود” :”ليس هناك أي لقاء للأغلبية الحكومية”. وكانت الحكومة كشفت في تصريح ل"كود" على لسان ناطقها الرسمي مصطفى الخلفي، أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة انتهى من إنجاز تصوره للنموذج التنموي بعد مشاورات مع مختلف القطاعات الحكومية. وأكد الخلفي ل"كود" أن "العثماني سيتقدم بتصور الحكومة للنقاش الوطني"، مشيرا إلى أن الحكومة ليس هي من ستعد المشروع التنموي بل ستساهم فقط في النقاش حول هذا المشروع. وبخصوص ما إذا كان التصور الحكومي للنموذج التنموي قد يؤدي إلى مراجعة الاستراتيجيات الأساسية للدولة اعدادها لهذا التصور، قال الخلفي إن "الحكومة تأخد بعين الاعتبار للاستراتيجيات الهامة (20 استراتيجية منها المخطط الأخضر )". وأوضح المتحدث :"أولا الحكومة هي جهة ضمن أطراف ومساهمتها ضمن مساهمات مثل ليس هي التي ستعد المشروع التنموي الجديد بل ستساهم الى جانب اطراف اخرى". وكان رئيس الحكومة أوضح خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة يوم الاثنين 7 يناير 2019 بمجلس النواب حول موضوع "تقييم أداء الاستراتيجيات القطاعية"، أنه تم إطلاق أزيد من 20 استراتيجية همت مختلف القطاعات الإنتاجية كالصناعة والفلاحة والسياحة والطاقة وغيرها. وهي الاستراتيجيات التي تروم، يضيف رئيس الحكومة، تحقيق جملة من الأهداف الطموحة من بينها دعم أسس نمو اقتصادي قوي ومستدام، من خلال دعم الاستثمار العمومي والخاص، وبالاستغلال الأمثل للإمكانات التي تتوفر عليها بلادنا في مختلف القطاعات الإنتاجية. وسبق ل”كود” ان كتبت بأنه قبل ستة اشهر تقريبا نشبت خلافات في أول اجتماع للجنة المشتركة المنبثفة من هيئة الاغلبية الحكومة والمكلف لبلورة المشروع النموذج التنموي الجديد الذي دعا الملك محمد السادس الى العمل عليه، ادت الى فشل في التوافق بين قيادات أحزاب الاغلبية الحكومية. وحسب مصادر مطلعة حضرت للقاء ل"كود" فإن قيادات أحزاب الاغلبية لم تستطيع استكمال اللقاء بسبب سوء تفاهم جرى بين يونس مجاهد، ممثل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسليمان العمراني نائب الامين لحزب العدالة والتنمية من جهة اخرى، اذ لم يخرج اللقاء بأي نتيجة تذكر. وسبق للملك محمد السادس أن اعلن في خطاب رسمي عن فشل النموذج التنموي المغربي، ودعا الاحزاب والحكومات الى البحث عن نموذج تنموي جديد قادر على الاستجابة لتطلعات المواطنين..