نحن الأفضل. نحن أفضل جمهور كرة قدم في العالم. ولا يغرنكم الإيرانيون.وادعاؤهم التحضر. وتفتحهم. وإقبالهم العجيب على الحياة. وعلى مشاركة الناس فرحهم. ولا تستسلموا لمثل هذه المقارنات التبسيطية والظالمة. فنحن لنا خصوصيتنا. وهويتنا. وعاداتنا التي نتميز بها. ولا أروع في روسيا من مجموعة مشجعين مغاربة. تفتقت عبقريتهم المغربية على نقل تجربة “الفراشة” الرائدة إلى أهم ساحة في مدينة سان بترسبورغ. حيث تفرج العالم أجمع علينا. وعلى اقتصادنا التشاركي المندمج. وكيف نحتل الملك العمومي. وكيف نحصل على المال. وكيف نبيع قمصان المنتخب الوطني المزورة. بعلامة أديداس. ولم ينقص المشهد إلا رجال القوات المساعدة. وهم يطاردونهم. ولم ينقص إلا الفيسبوكيون وهم يحتجون على المخزن. وعلى بطشه. ولم تنقص إلا هذه اللازمة المغربية: حرام. إنهم يحاربونهم في مصدر رزقهم الوحيد. حشومة. واش بغيتوهم يسرقو. وكل قميص ثمنه 25 أورو قبل الماتش بيوم. وفي يوم المقابلة 30 أورو. وتسأل البائع أليس مبالغا فيه هذا الثمن. فيرد عليك أنه مغامر بحريته. وهو يبيع ماركة مزورة. وقد هرب سلعته من المطار. وتحدى المراقبة. وتحدى الجمارك. وفي مدينة سان يترسبورغ التي تشبه لوحة. وفي مدينة كل شيء فيها نظيف. ورائع. ببناياتها القيصرية. ومتاحفها. وحدائقها الكثيرة. وشوارعها الواسعة. ونظامها البديع. يبدو منظر “الفراشة” كنشاز. يعبر عن اختلاف الثقافات. ولا يمكنك إلا أن تفتخر لأنك مغربي وأنت ترى هذا المشهد المعبر. والجميل. والأسطوري. كأنك لم تسافر. وكأنك حملت معك المغرب إلى روسيا. وسوق “ساعة” في سلا. إلى سان بترسبورغ. وكم ساعدنا ذلك على التخلص من وجع غربتنا المؤقتة. وكم شعرنا أننا في بلادنا. ودون مبالغة. ولا نزعة شوفينية. فنحن الأفضل. نحن أفضل مشجعين لحد الساعة في مونديال روسيا. كما أن لا جمهور يسكر أفضل منا. ويشرب الإيرانيون. ويتمتعون بسكرهم. ويحتفلون. ومنذ رمضان وهم يسكرون. ومعظم الإيرانيين كانوا يسكرون في رمضان. رجالا ونساء. بينما انتظر المغاربة العيد ليحتفلوا. وليسكروا. وليتشاجروا في ما بينهم. وليكسروا القناني. وليسبوا بعضهم البعضم. وليغلحوا ملابسهم. وقد تفرج الروس علينا. وتفرج علينا رجال الأمن. وحاولوا جاهدين أن يتدخلوا بخيط أبيض. وأن يصلحوا في ما بيننا. لكن المغربي هو الأفضل. ولا يقبل التنازل. ولا يقبل أن تهان كرامته. وهو يترنح. ودمه ساخن. ولا سكر. ولا دوخة. إن لم يخلع ملابسه. وإن لم يشتم. وإن لم يهددك. ويا لها من فرجة ممتعة خلقناها في سان بترسبورغ. لكن ليس كل المغاربة هكذا. وبيننا مغاربة باردون. ومتمدنون. وكانوا موجودين بكثرة. إلا أنه من الضروري أن تصادف في طريقك النوع الأول. النوع الذي يؤكد أننا الأفضل. وأن لا مثيل لنا في كل العالم. وما يؤكد ذلك. أنه ومباشرة بعد الهزيمة. وكلما مررنا من مكان. يصيح الروس موروكو. موروكو. وفي أنفاق الميترو. وفي الشوارع. وفي الحانات. يستقبلوننا بالأحضان. ويتابدلون معنا التحايا. والمصافحات. ويطبطبون علينا. ونحن سعداء بترحيبهم بنا. ومواساتهم لنا. ولولاهم لمتنا من الغم والحزن.