وسط انتقادات واسعة حول طريقة وتوقيت تنظيمه، واحتجاجا على الخروقات المالية وضبابية التمويل والصرف، قدم ثلاث اعضاء استقالتهم من اللجنة المكلفة بتنظيم مهرجان " ازلاي" للموسيقى الافريقية الذي سينظمه المجلس الاقليمي للسياحة بورززات نهاية الاسبوع الجاري. مصدر مسؤول داخل المجلس الاقليمي للسياحة ، كشف ل"كود" أن مهرجان "ازلاي" رصدت له ميزانية ضخمة قدرت بحوالي 400 مليون سنتيم سيتم صرفها في يومين فقط، في وقت رفض فيه رئيس المجلس ومديره تمكين الاعضاء من الكشوفات المالية والميزانية المضبوطة ومصادر تمويل المهرجان. في سياق دي صلة، اتهم ذات المسؤول مدير المجلس الاقليمي للسياحة ب" التلاعب بالمال العام، وعدم تنظيم طلبات العروض ، باستثناء صفقة التجهيزات التي تقدمت لها شركة وحيدة ومررت لها الصفقة خارج الضوابط القاونية، بينما يتم التستر على عقود الفنانين المشاركين في المهرجان واجورهم". و قال احد الاعضاء المستقيلين في تصريحه ل"كود" أن" المهرجان كان سينظم في شهر ابريل المنصرم، واحدتث لجنة للتنظيم قبل ان يتم الغاء المهرجان لنفاجىء بان مدير المجلس الاقليمي للسياحة اشتغل في الخفاء وخارج الصلاحيات و اجرى سلسلة اتصالات لنفاجىء بتنظيم المهرجان في عز فصل الخريف باموال طائلة، لنتسائل عن من سيستفيد في هدا المهرجان في هذا التوقيت، حيث ان فلسفة المهرجان في البداية كانت تروم تنشيط السياحة الداخلية والجالية المغربية بالخارج".
ويضيف ذات المسؤول ل"كود" "ألا احد في المجلس الاقليمي للسياحة يعلم بمصادر تمويل المهرجان الحقيقية، من يمول وكيف تصرف الاموال ولا يتوفر اعضاء المجلس على اي وثيقة، اكثر من ذلك نسجل ان رئيس المجلس الاقليمي للسياحة ومديره رفضا تمكيننا من اي وثيقة تخص المهرجان، وهو ما دفعنا الى الاستقالة خصوصا اننا طلبنا في اخر اجتماع تمكيننا من الوثائق واطلاعنا على عقود الفنانين وتكلفتهم المالية فضلا عن توثيق الجلسات وتوقيع المحاضر حتى تكون الامور شفافة وقانونية وديمقراطية، ولما اكتشفنا ان مالية المهرجان طابو كبير وادركنا ان هناك تلاعبا كبيرا بالمال العام جاء قرار الاستقالة".
من جانبها تقول ادارة المهرجان انها تعتزم استقبال 300 فنان افريقي وتنظيم سهرة ختامية من احياء الموسيقي الافريقي" الفا بلوندي"، وبينما رفض رئيس المجلس الاقليمي للسياحة الاجابة على اسئلتنا ،رفض مدير المهرجان جمال عطيف، بدوره الافصاح على اجور الفنانين ،قائلا " لا يمكنني ان اجيبكم على هذا السؤال" ، وفي رده حول سؤال يتعلق بالصراعات داخل المجلس الاقليمي للسياحة واستقالات بعض اعضاء لجنة المهرجان ومعارضة اطراف اخرى لتنظيم المهرجان في هذا التوقيت ومسطرة الاشتغال، قال مدير المهرجان " بكل صدق لا علم لي بهدا الموضوع لاني لا علاقة لي بالمجلس ولا تهمني الخلافات بين اعضائه، مهنتي تنظيم المهرجانات وانا اسعى ان يكون المهرجان في المستوى وذلك للمساهمة في التنشيط الاقتصادي والثقافي والسياحي للمدينة". وعن ميزانية المهرجان التي سيتصرف مدير " مهرجان ازلاي" جمال عطيف قال هذا الاخير انها في حدود 2 مليون درهم اي 200 مليون سنتيم.
ووصف مسؤول بالنسيج الجمعوي بالمدينة، تنظيم مهرجان للافارقة" عبث بكل المقاييس بالمال العام ، فلا يعقل ان يتحول المجلس الاقليمي للسياحة الى "تريتور" في كل شهر مهرجان، بميزانيات خيالية، في وقت يعاني السكان ابسط شروط العيش،ما معنى مهرجان ب 300 موسيقي في مدينة صغيرة وفي شهر اكتوبر، ومن سيستفيد وعلى السلطات الوصية وجمعية حماية المال العام فتح تحقيق في الموضوع والتصدي لهذا الاستهتار والارتجال ".
مصادر متطابقة بمندوبية السياحة وعمالة ورززات والمجلس الاقليمي لورززات و كدا مجلس الجهة ، أوضحا للموقع ان المجلس الاقليمي للسياحة " هرب ندوة صحافية الى العاصمة الرباط بدل تنظيمها بالمدينة مخافة كشف كافة الخروقات التي تشوب تنظيم المهرجان مع العلم ان المجلس الاقليمي للسياحة نظم مهرجانين سابقين في بحر السنة الجارية ليكون مهرجان ازلاي هو المهرجان الثالث مما يطرح بحدة مصادر تمويل المجلس وكيفية اشتغاله".
وارتباطا بالندوة الصحافية المنظمة بالرباط، اكد مصدر مقرب من مسؤول بالحي الجامعي الدولي بالرباط، ان مدير المجلس الاقليمي للسياحة اجرى عدة اتصالات مع ادارة الحي لاجل تمكين الطلبة الافارقة من المشاركة في المهرجان باسماء الدول التي يمثلونها. وحسب معطيات حصل عليها الموقع فان ادارة المجلس الاقليمي للسياحة اجرت اتصالات عدة مع افارقة مقيمين بالمغرب اما عاطلين او طلبة حيت يسعى مسؤولوا المهرجان على تقديمه للسلطات بالمدينة والراي العام على انها فرق موسيقية افريقية.
من جهتها اتصلت الموقع بالانسة "سيكي" طالبة افريقية مقيمة بالحي الدولي بالرباط،( هاوية للموسيقى) والتي رفضت بدورها الحديث عن تفاصيل حضورهم للمهرجان واحالتنا الى زميل لها " بولاه" الذي لم نتمكن من الاتصال به حيث ظل هاتفه مقفلا طيلة يومين.
وبالعودة الى الندوة الصحافية المنظمة بالرباط ، كشف مصدر موثوق ل"كود" ان سعيد امسكان،الرئيس المنتدب لمؤسسة ورززات الكبرى ،التحق بصف الغاضبين على المجلس الاقليمي للسياحة وطريقة تنظيم المهرجان،ورفض الحضور الى الندوة الصحافية احتجاجا على غياب الشفافية وتحريف اهداف ومسار المهرجان. كما علم الموقع ان سعيد امسكان وجه انتقادات " حادة اللهجة" الى مدير المجلس الاقليمي للسياحة .
ووسط سخط وتذمر شرائح واسعة وفعاليات ومسؤولين ومؤسسات و فعاليات المجتمع المدني المجتمع المدني والتكتم الشديد حول ميزانية المهرجان ومصادر تمويله وضبابية وهدر المال العام من طرف المجلس الاقليمي للسياحة ، وعلم من مسؤول بالمجلس الاقليمي للسياحة ومندوبية وزارة السياحة وعمالة ورززات ان ميزاينة المهرجان في حدود في حدود 300 مليون سنتيم، وفيها مساهمة المجلس الاقليمي ب60 مليون سنتيم، والجهة بحوالي 100 مليون سنتيم في انتظار مساهمة المجلس البلدي لورززات ومؤسسة ورززات الكبرى، في وقت رفضت وتراجعت مؤسسات اخرى عن تمويل هذا المهرجان.