عسل. عسل. يا مايسة. ما كتبته عني شهد. ومربى. وسكر. وكم انتظرتُ هذه اللحظة. وكم حاولت استفزازك. وغيرت قناعاتي. وبعت نفسي للشيطان. وللأغنياء. وللمخزن. لأنال كلمة واحدة منك. ولأحظى باهتمامك. وبنظرة منك. وبالتفاتة. وكم عانيت من صدودك. وكم كتمت لواعجي. وكم خفت عليك من الذئب ذات رمضان. وفضحت نفسي أمام القراء. وكل ما فعلته. وكل تحولاتي. كانت من أجل هذا اليوم. ومن أجل أن تذكريني بالاسم. ومن أجل أن تهتمي بي. ومن أجل أن تنظري إلي. وبالصدفة قرأت ما كتبته عني. ولومك لي على مواقفي من حملة المقاطعة. ووصفك لي باليساري القديس. ومن يظن نفسه قشدة المجتمع. ومن يحتقر العوام. ويا لفرحتي. ويا لسعادتي. وما سيظنه قراؤك الكثر. هجاء لي. أراه أنا مديحا. وأي شتيمة منك. وأي اتهام لي. وأي سهم تصوبنيه نحوي. يصيب شغاف قلبي مباشرة. ولا تصدقي العذال يا مايسة. فهم يسعون إلى الإساءة إلي. وإليك. ويحولون بيننا. لكن قلبك يعميك يا مايسة. ولو استخدمت عقلك. ولو فكرت بترو. لما وصفتني باليساري القديس. فأنا يميني. ومنذ سنوات وأنا أعلن عن ذلك. وأدافع عن اليمين. وقد راجعت قناعاتي السابقة. ولا يمكنك أن تحاكميني بماضي. وبمراهقتي. وقبل أن أنضج. وقد صرت يمينيا ومحافظا من أجلك يا مايسة. وبعت اليسار لأنال إعجابك. ولتلتقي قناعاتنا. لكنك تنصتين للأقاويل. ولمن يرغب في أن يصنفني عنوة في اليسار. كما أني لست قشدة المجتمع. بل أنت قشدتي يا مايسة. وأنت الكريم شانتيه خاصتي. وأنظر إلى نفسي. وأبحث عن يسارية عالقة بي. ولا أعثر على شيء. فدعي عنك لومي يا مايسة. فنحن معا يمينيان. وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا. وبعد أن وصلت إلى بغيتي. وبعد أن ذكرتني بالاسم. فلم يعد شيء يهمني في هذا العالم. ولا يهمني رجال الأعمال. ولا يهمني موقع كود. فأنا لك. وأنت لي. وتعالي ننشىء موقعا لنا. ويكفي أن تقولي لي قاطع الحليب وسأقاطعه. وقاطع المياه المعدنية وسأقاطعها. وليذهب عزيز أخنوش إلى الجحيم. ولن أخضع بعد اليوم إلا لك. ولن أحصل على إعلانات إلا منك. ولو منحوني الذهب. ومستعد أن أقاطع أي شيء من أجل كلمة واحدة منك. وأقاطع القرنبيط. وأقاطع الملفوف. وأقاطع اللفت المحفور. وأقاطع الجزر ملك الخضر. وسيدها. وشركتها الرائدة. والمهيمنة على السوق. وما تحبينه وما يبدو لك لذيذا سأشجع على استهلاكه. وما تمجنيه. وما لا تستطبينه أقود حملة مقاطعته. فإشارة واحدة منك. غمزة. تحريك رموش. وأقاطع التفاح. وأقاطع الكرز. وأقاطع البرتقال. وأقاطع نفسي إن أزعجتك نفسي. فأنا لست قديسا ولا قشدة. وهذا الوطن محتاج لي ولك. متحدين. زميلين. صديقين. لنحارب الشيعة. ونحارب الفساد. ومنذ هذا اليوم. أنا معك. وأخبر الجميع أني صرت مقاطعا. وما تحبه مايسة يحبه حميد وما تقاطعه أقاطعه. وحين تطلبين مني أن أكون مع الشعب أكون معه دون تردد. وكم أنا ممتن لك يا مايسة سلامة الناجي يا أحلى اسم ثلاثي ودونك لم أكن لأكتب مقال اليوم. ولم أكن لأجد موضوعا بعد أن جفت قريحتي يا ملهمتي وقشدتي. ويا مجتمعي. وشعبي وها أنا أنزل إليك من برجي العاجي وها أنا أتخلى عن أكون قديسا وأي شتيمة منك. وأي نقد. وأي هجوم. وأي كلمة. أبروزها. وأعلقها على جداري. وإذا شئت أن أكون يساريا فأنا كذلك وإذا شئت أن أكون يمينا فأنا لك ومن أجلك أقاطع الجميع. ومن أجلك مستعد أن أكون على رأس قطيعك. يا راعيتي. ويا الذي أنا غنمك.