كنت أتوقع هذا من بسيمة حقاوي. كنت متأكدا أنها وحدها من يمكنه أن يصيب الرجال المغاربة الوقحين في مقتل. كنت مقتنعا أنها ستعيدهم إلى جحورهم صاغرين وأنها ستضعهم عند حدهم يا حلوة يا وزيرة يا أمورة يا معتقلة الرجال يا ذات الوشاح الأسود في ليل باريس المضيء يا لؤلؤة العقد الحكومي يا حجابا تركيا ملونا يا سلطانة يا امرأة حديدية يا مطوقة يا مصفدة المبسبسين يا حقيبة سينيي في اليد يا حذاء لا يظهر إلا كعبه العالي يا محتشمة يا مرتدية الفستان الطويل يا إسلامية يا التي مع الشرعية يا مقتحمة قاعة السينما في الظلام يا حارسة العفة والقيم كنت متأكدا أنك ستفعلينها وستجعلين الرجال يفكرون ألف مرة قبل الاقتراب من أي امرأة يا صاحبة أحلى مشروع قانون يا ويلي لاتسجنيني أنا لا أتحرش بك أنا بريء ومغلوب والهوى غلاب أنا معجب وأتغزل في أجمل وزيرة أنا مجنون ولا أملك نفسي كنت مؤمنا بك وبقدرتك على تطويع الرجال الجميع شكوا فيك إلا أنا وكنت متيقنا بأنك ستفعلينها اسمحي لي أن أحييك هذا ليس تحرشا يا بسيمة اللغة العربية نقية ولا تحرش فيها أنا أبصبص لك من داخل التراث أنا أصيل وأكتب لك من هويتنا يا غزالة يا ظبية يا مها يا رشا يا مئرال يا نمرة يا لبؤة غير مروضة يا مفترسة التهمي الرجال الوقحين وأدخليهم إلى السجن ليكونوا عبرة أما أنا فعفيف ولم أستعمل يوما إلا العربية الفصحى كل حديثي إلى النساء أخذته من المسلسلات المدبلجة ومن كتب عبير لا تحرش في العربية إلا في سورة يوسف والتي تحرشت بيوسف هي امرأة العزيز وهي التي قالت له هيت لك وهي التي راودته عن نفسه الرجال في العربية الفصحى من البيت إلى العمل ومن العمل إلى البيت وهناك رجال في العربية لا بيت لهم ولم يعثروا بعد على عمل المشكل يا بسيمة في الدارجة الدارجة وقحة وسيئة السمعة وتخرج برفقة الرجال الأشرار الدارجة تربت في الشارع ولا أخلاق لها الدارجة منفلتة وتلعب بذيلها لا أكلم امرأة وإذا قلت لامرأة يا حبيبتي بالعربية تسخر مني أنت رائعة يا بسيمة لكن لا تحرش يأتي من الرجال في الدين يا أحلى وزيرة الرجال أبرياء والقرآن الكريم يتهم النساء ويقول تعالى إن كيدهن عظيم أين المناصفة أين الجندر أين مقاربة النوع أين كوطا التحرش يا جميل يا وزيرة وحيدة قبل أن تلتحق بك الوصيفات هل ستسجنين معنا النساء هل ستعاقبيهن إذا مزقن قمصاننا قولي لنا يا بسيمة هل بعت القضية هل تحولت إلى فيمينست هل أثرن عليك أما أنا أما من جهتي فلا أعرف إلا بسيمة واحدة والسجن أحب إلي ولن أعرض عن هذا مهما حصل وعاش الحب وعاشت النظرات الزائغة والإغراء القاتل. وعاشت بسيمة الأولى بسيمة الرائعة المدافعة عن البنات الفاخرات وعن زواج الطفلات قبل أن تبيع مبادئها للنساء الحداثيات وتفرط في رجال المغرب. لكن ويا للغرابة مهما غضبت منك ومهما تعاملت معي بقسوة وصدود يزداد إعجابي بك فأي سحر هذا في مشروع قانونك و أي إغراء وأي جمال وفتنة وها أنذا أعترف لك غير هياب ولو أدى بي ذلك إلى السجن إن الأمر فوق طاقتي ولا أعتقد أنه تحرش لا، لا، أبدا، هذا شيء آخر.