“الموساد” هو من صفى المهدي بنبركة. الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان، عاد في كتاب ترجم من العبرية إلى الإنجليزية، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويحمل عنوان «بادر واقتل أنت أولا: القصة السرية للاغتيالات الموجهة من طرف إسرائيل»، إلى الحديث عن عمليات الاغتيال التي قام بها جهاز “الموساد” وتورطه أيضا في قضية اغتيال الزعيم المغربي المعارض، المهدي بنبركة، مؤسس اليسار المغربي الحديث. ويقع الكتاب، حسب ما نشرته “القدس العربي” نقلا عن الرئيس المؤسس لجريدة “جون أفريك” الفرنسية، التونسي البشير بن يحمد، في مقال تحليلي، في 750 صفحة، لمؤلفه رونين بيرغمان، وهو صحافي إسرائيلي معروف بمعارضته لممارسات إسرائيل التي وضعت كل طاقتها، وموارد مالية غير محدودة، وابتكرت عدة طرق وتقنيات متقدمة لاغتيال المئات من الناس، بمن فيهم كبار القادة المدنيين والعسكريين، الذين تعتبرهم أعداء حقيقيين أو محتملين.
وانتهت الأبحاث التي قام بها بيرغمان إلى أن الاغتيالات التي قام بها جهاز “الموساد” الإسرائيلي، وصلت في القرن العشرين وحده إلى 500 عملية اغتيال، قتل خلالها 1000 شخصية، مشيرا إلى أن هذه الأبحاث تحدث خلالها مع نحو 100 شخص، بينهم 6 رؤساء سابقين للموساد و6 من رؤساء حكومات صهيونية مثل إيهود باراك، وإيهود أولمرت، ومع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
وتطرق الكتاب المذكور لعلاقة “الموساد” بقضية اغتيال الزعيم الاتحادي المهدي بن بركة، بعد اختطافه في 29 أكتوبر 1965، وقال بيرغمان إن شرطيا فرنسيا تقدم نحو بن بركة في شارع «سان جيرمان» في العاصمة باريس، بالضبط عند مدخل حانة “ليب”، وطلب منه مرافقته إلى سيارته، بعد أن أوهمه بأنه سيلتقي بشخصية بارزة ربما قد تكون الجنرال ديغول، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أي أثر.
ويقول بيرغمان في مؤلفه الضخم “بادر واقتل أنت أولا” إن المسؤول الأول عن جهاز “الموساد” مير عميت نظم علاقات سرية مع المخابرات المغربية، والتي بموجبها تم السماح ل«الموساد» بالتجسس على القمة العربية، في شتنبر 1965، التي عقدت في المغرب، مقابل طلب الجانب المغربي في شخص الكولونيل أحمد الدليمي من الموساد قتل بنبركة.
ويضيف الكتاب، الذي نشر ملخص له في المغرب، أنه تم استقدام بن بركة إلى باريس للقاء مخرج سينمائي مفترض ليعد فيلما حوله، وتم منح الجواسيس المغاربة جوازات سفر مزورة، بعد أن تم نقل بن بركة إلى أحد المنازل الذي قدمه “الموساد” للمغاربة، حيث تم تعذيب بن بركة وغمس رأسه مرة تلو الأخرى في حوض مليء بالمياه القذرة إلى أن مات اختناقا.
وجاء في الكتاب، أيضا، أن الإسرائيليين قاموا بنقل جثة بن بركة إلى غابة «سان جيرمان» وتم رميه في حفرة عميقة بعد مسحها بمواد كيميائية تسرع بتحللها، وفي 25 نونبر 1965 قال المسؤول الأول في “الموساد” مير عميت مخاطبا الوزير الأول الإسرائيلي آنذاك ليفي إيشكول: “انتهى الأمر، كل شيء مر على ما يرام”.