لا شيء يبرر حالة إفتتان الحواس و النشاط التي كنا عليها ليلة أمس بعد إنتصار المغرب سوى حاجتنا الملحة للفرح بعد زمن طويل من البؤس الذي زرعه السياسيون في البلد.. الكرة إنتصرت على السياسة بالضربة القاضية.. ها هو التحكم ديال بصح.. كرة أنستنا تعويضات البرلمانيين وتقاعد الوزراء و وجوه العجزة وكوارث التعليم ولهطة الأحزاب على الكعكة والمرقة .. ها هي الكرة سيدة العالم تعلو و لا يعلى عليها..تصنع الفرح المفقود.. برافو لولاد.. برافو مغاربة العالم.. لقد صنعتم الفرحة الكبيرة التي عمت مدن المغرب و فرنسا و بلجيكا و هولندا و إسبانيا و كندا وأمريكا و حيثما وجد مغاربة يحملون في قلوبهم ربطة زغبية للمغرب الذي يخربه السياسيون و يصنع فيه الفرح مغاربة الخارج الرائعون الأبطال. الفايسبوك مجال تعبير خصب و غني جدا بالأفكار و قد ضحكت من قلبي حين قرأت أمس من كتب: إن نصر الفريق الوطني مذكور في القرآن و الدليل الآية: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.. يتأكد كل يوم أن مغاربة الخارج ليسوا ذخيرة للإستعمال وقت الحاجة ثم نسيانها.. شباب مغاربة الخارج الذين ولدوا هناك هم من صنع الفرح الكبير و معظمهم لا يتكلم سوى لغته فرنسية أو ريفية أو ألمانية أو إسبانية أو هولندية.. هؤلاء الشباب المغاربة يملكون حبا للوطن أكبر من أصحاب سيدي الهضري في الأحزاب و النقابات و الجمعيات .. هؤلاء نجحوا في ما فشل فيه السياسيون: صناعة الفرح لنا جميعا حتى صرنا نرقص في شوارع و ساحات المغرب بقلوب تخفق.. كنت أتابع المقابلة من الفايس..و وجدت متعة كبرى أحسن من متابعتها مباشرة على التلفزيون.. عمر لبشيريت أعد الطاجين في كندا و ينتظر نهاية المقابلة.. فاطمة كيلين الفنانة التشكيلية من أستراليا ساعة طلوع الشمس تسأل شوقا للفرح. يحيى لملينسي و محمد عمور من قطر و محمد شروق من البيضاء و صباح بن داود من سلا و محمد زمان الصديق القلب الجميل الذي نقل لنا مباريات سابقة و عبد اللطيف بنعمر الإعلامي من الرباط و عمر جاري الذي عاشر الكوايرة الكبار و حسن العطافي الصحافي الرياضي و عمر الشرقاوي نسي الدستور و البرلمان و شرع يقوس تقويسات ..أقرأ تعليقاتهم فأطمئن إلى نتيجة اللقاء.. هؤلاء خبراء في الصحافة و الكرة..أثق فيهم ..لكن قلبي يخفق أنا الذي انقطعت عن متابعة الكرة منذ مدة .. أخشى من الهزيمة و تبرد لي القدمين و الكفين و أدخن بشراهة لو تابعت.. أبواق الفايسبوك كانت تصيح مشتعلة.. راااائع و مذهل هذا المشهد من الفرح في ساحة الأمم بطنجة و في النجمة حيث حاصرتني السيارات ووقفت أتفرج.. شارع محمد السادس كان يعيش عرسا هو العرس نفسه الذي كان في نفس الوقت في عين الذياب بكازابلانكا و أكدال في الرباط و مراكش و الاليزي بباريس و ميدي في بروكسيل و في أمستردام و لا تنس ستاد ماروكان مع يوسف غويركات و شغموم و سعيد بنكراد و الشوبي و إغلان و بلوط و بنخطاب و الفريق ..و حيثما وجد مغاربة العالم الأبرار الذين صنعوا لنا الفرح. لقد أنقذتنا الكرة من الحزن و الضجر و الاكتئاب الذي زرعه فينا الحزبيون و السياسيون و نخب اللهطة.. مبروك موسم الهجرة إلى روسيا..عاش المغرب..عاش مغاربة الخارج..في الكرة و في الفنون و و الإبداع و السينما والهندسة و الطب و الجامعات . مغاربة العالم . لقد اشعلتم وهجا وسط بؤس السياسة ..لكم الحب..