ليس هناك فرق كبير من حيث اللون بين الشوكولاطة الراقية السوداء و شكل الغائط السليم الطبيعي ..جورج أوشاوا الطبيب الكبير الياباني نبي مدرسة الطب الشرقي ينبهنا دائما إلى النظر إلى بولنا و غائطنا " خرانا حاشاكم" لأنه من شكله و رائحته و لونه يمكن أن نكتشف كثيرا من الأمراض التي تسكننا دون حاجة إلى استشارة طبيب. من أكل الشوكولاتة و من تآمر على إسقاط الحكومة ؟
من يجرؤ الكشف عن لون بول الوزير لأن اللون و الرائحة ستقولان لنا هل أكلها فعلا أم أن الصحافة مجرد أبواق متآمرة تعمل لصالح جهات خارجية و تسعى إلى تشويه صورة الحكومة المناضلة الشريفة العفيفة التي تكتفي بالحرشة و خبز الشعير و لا يغريها الشوكولاتة السوداء ..
شوكولاتة الوزير عبد العظيم الكروج صارت هذه الأيام مثل غائط يطفو على بيت الحكومة و لا أحد يستطيع لحد الآن الرد الذي يشفي غليل الرأي العام و يكشف أن محمد اليوبي الصحفي الذي أسقط القناع في تحقيقاته المهنية الدقيقة عن كوارث في فاس وتازة و الحسيمة و في الأطلس و في جهات أخرى مجرد متآمر على الأمن العام و تمساح من التماسيح التي تعرقل السير.
من المورط في هذه الحكاية العجيبة المشوقة؟ محمد اليوبي و صحيفة "الأخبار" أم السيد الوزير الحركي الذي صمت أسبوعا لينطق بكلام يمكن أن يقوله أي طفل صغير أغرته قطعة شوكولاتة فأكلها و حين كشف أمره قال: لا لا ماشي أنا..ثم هرب.
أكيد أن العفاريت هي من طلب الشوكولاتة من محل البيع و هي من وضع اسم الوزارة على الفاتورة و هي من نقلها إلى بيت الوزير في المناسبة العائلية..
و ربما يكون واردا أيضا أن محل البيع أخطأ في من طلب البضاعة هل هي دار المسؤول أم مكتبه الوزاري فوضع خطأ اسم الوزارة و كان عليه أن يضع اسم صاحب الدار وهذا واحد من الافتراضات التي قالها الأمين العام للحركة الشعبية للصحافة..لكنه شدد أن الحزب سيتخذ موقفه الواضح في الوقت المناسب إذا ما تأكد تورط الوزير في فضيحة الشوكولاتة..
أعرف محمد اليوبي عن قرب منذ أول مقالاته في" الجريدة الأولى" ثم في " لكم" قبل أن ينتقل إلى صحف أخرى و يستقر اليوم في" الأخبار".
و اعرف عنه أنه ابن الجبال المنسية في جنوب الريف وفتى النضال الجامعي اليساري و الحياة العفيفة الكريمة ..اليوبي يحب الوطن بالطريقة التي جعلته يشتغل حفار آبار و عاملا زراعيا في الجبال و بائعا متنقلا مشاء في شواطئ مارتيل تحت الشمس الحارقة و غيرها من المهن الهامشية مارسها و هو طالب جامعي قاعدي..لا اعرف عن اليوبي سوى أنه ناقل خبر ممتاز و محقق صحفي قل نظيره و أمثاله في سوق الصحافة..
اسم الكروج يحيلنا دائما الى الكروج الرياضي العداء الكبير الذي كبر في الرياضة شأنه و صغر في أشياء أخرى من الحياة..دعنا الآن هو موضوع آخر..
الجوع و أقصد اللهطة و الجشع و البخل لا يخلق الإنسان..ما يخلق الإنسان هو الكرم و العطاء و النبل و الشبعة قبل أي شيء آخر..لا تثق في شخص" جيعان" في قلبه يشبه شخصية شيلوك في " تاجر البندقية " لشكسبير .
أحمد الطيب لعلج يروى عنه طلبات متكررة للملك الحسن الثاني في مناسبات إلتقاه فيها..كانت دار المخزن كريمة تمنحه ما يطلب إلى أن مد رجليه أكثر من البساط فكان أن " دار فيه" الملك مرة بما معناه : كفاك من الطلب القناعة كنز أيها الفنان غير القنوع..
ما يخرب البلد هو هذه اللهطة على الهموز و نهب ثروات البلد الجميل هذا المغرب الذي نحبه ..مغربنا جميعا و ليس المغرب لنا لا لغيرنا..
لقد أخطأنا في حقك يا صلاح الدين بصير و نعتذر. أننا قسونا معك في أحكامنا حين طلبت بقعة الأرض أنت النجم الكروي الكبير..اكتشفنا أننا قسونا في حقك حين نرى الآن الوزير يتبلل فمه لشوكولاتة المال السايب.
نحن نحب الشوكولاتة أيضا و نفهم في ماركاتها الراقية لكننا ندفعها من جيوبنا الفقيرة الخاوية و من ديوننا ..نستهلك بكرامة و نأكل بكرامة و ندفع الضريبة على الشقة المشترية بالقروض و الضريبة على السيارة المرهونة في البنك و الضريبة على كل شيء.. حياتنا كلها مرهونة لكننا سعداء بفقرنا و رأسنا المرفوع و لا نلهط على شوكولاتة الوزارة و لا وقودها و لا بنزينها و لا أي شيء آخر..
البخل أكبر مصيبة و مرض حقير قد يصيب بني آدم..
مدرب المنتخب المصري لكرة القدم وقف أمام مبارك بعد فوز مصر بكأس إفريقيا..فرح مبارك للفوز الكبير و قال للمدرب ما طلبك أش بغيتي نقضيو ليك..كان مبارك الحاكم الكبير للبلد و كلمته لا تناقش..قال المدرب مجيبا أنه يريد بناء مدرسة لأطفال القرية التي نشأ فيها ..طلب مدرسة للأطفال و لم يطلب أي شي ء آخر.. جميل و راق .
قلت سابقا أن الله خلقنا من نفس الطين لكنه فرق ما في الرؤوس..هناك رؤوسا تطلب مدرسة للأطفال بعفة و كرامة و كبرياء و حب للبلد و الوطن و هناك من يطلب وقود الوزارة سيارة الوزارة و كهرباء الوزارة و منزل الوزارة و شوكولاتة المال العام و عمرة بيت الله حرام للزوجة .