هنيئا يا وطن.. أعرف أنه قالها و الفرحة تغمر قلبه..و ربما ارتسمت ابتسامة و دمعة على وجهه.. بعد كل الغضب و الحزن الذي كان يصدر منه في ما ينشره عن الواقع ها هو هذه الليلة يطلق صرخة الفرح بعد فوز المغرب .. ليس عدنان الجزولي السياسي اليساري و المثقف الجامعي وحده من أطلق التنهيدة.. كل مغاربة الداخل و مغاربة العالم صاحوا من الفرح.. كل واحد بطريقته.. الكرة تصنع الأمل و الفرح. الكرة طاقة أخرى..كيمياء خاص مثل الحب. الكرة دين يوحد كل البشر. يوحد العلمانيين و الملحدين و المسلمين و المسيحيين و اليهود و البهائيين و الطاويين . الكرة سحر خاص . حبيب بلكوش صديقي لم يتحدث عن البام و لا عن السياسة و لا اليسار..انتهى الكلام. لا كلام سوى هتاف الفرح. بلكوش قال : فيليسيتاسيون لكل من يصنع الأمل. أتذكر أنني وجدت نفسي مرة مع يوسف إبني نهتف : مروان الشماخ .. مروان الشماخ برافو..عاش المغرب .. خرجت للشارع أسوق فولسفاغن الجيطا المقاتلة ..خرجت في الليل بعد هدف مروان الذي نفس عنا كربة من كرب الدنيا.. هي الكرة تعمل فعلها في الإنسان.فيتحول الى كتلة مشاعر متدفقة. حينما سجل عبد الرزاق خيري لاعب المنتخب و الجيش الملكي الهدف الثالث في مرمى البرتغال في ميكسيكو قلبنا الطاولات بدون شعور و تعانقنا مع من نعرف و مع من لا نعرفه. و بعد لحظات قال لنا شهود عيان أن منزل والدة خيري في يعقوب المنصور كان قد تحول الى زاوية جاء يتبرك بها الناس و يهتفون: خايري خااايري هوو .. هووو..عاش المغرب.عاش خيري.عاش الملك. الكرة لها بركاتها التي لا تملكها أي زاوية أخرى في الدنيا. مونديال إسبانيا كان فصلا من الانتقال الديمقراطي الذي بدأ عهد ما بعد فرانكو.. السياسة تفرقنا.. الايديولوجيا تفرقنا.. الدين يفرقنا.. المال و الحالة العائلية و المهنة و القبيلة و الجنس يفرق بيننا. لكن الكرة المسخوطة المحبوبة الساحرة تجمعنا. تجمعنا سواسية لا فرق بيننا. تجمعنا في الفرح. تجمعنا في الحزن و الغضب و الخوف و التوتر و القلق.. من الشاون الغارقة الآن في البرد و الجمال كتب صديقنا عبد الرحيم بوعزة: لقد تأهل المنتخب الوطني للدور الموالي للكأس واخا بلا وزارة الشباب و الرياضة و بلا حكومة. لننس السياسة اللحظة.. إفتح الفقيه شي كوطو دو لاطلاس.. لنشرب نخب الإنتصار.